تعيش والدة ضحية حلاق المنيرة حالة من الحزن العميق بعد فقدان ابنها بطريقة مأساوية حيث غرس المقص في صدره بسبب هزار غير مدروس من قبل أحد الأشخاص الذين كانوا مع ابنها في تلك اللحظة المأساوية وتروي الأم تفاصيل تلك اللحظة الأليمة وكيف أن الحياة انقلبت رأساً على عقب بعد هذا الحادث المفجع وتؤكد أن الفقدان لا يمكن تعويضه وأن الألم سيبقى معها إلى الأبد كما تسعى الأم لتحقيق العدالة لابنها لتكون هذه القصة عبرة للجميع حول خطورة التهور وعدم مراعاة مشاعر الآخرين في مثل هذه المواقف المؤلمة والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن تصورها.
حادثة مأساوية في المنيرة: مقتل الشاب علي
تسترجع الأم سعدية تفاصيل تلك الليلة التي غيرت حياتها إلى الأبد، حين خرج ابنها علي، الذي لم يتجاوز السادسة عشر من عمره، لشراء بعض المشروبات الغازية من السوبر ماركت، ولم يعد إلى المنزل. كان الأمر مجرد مزحة بسيطة بينه وبين أصدقائه، لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب عندما تدخل شقيق أحدهم، الحلاق، ليغرس مقصًا طوله 30 سنتيمترًا في صدره. بينما كانت الأم تبحث عن ابنها بين دمائه، كانت الشرطة تتحرك بسرعة للقبض على الجناة، وتردد: “ابني اتقتل من غير أي ذنب”.
علي، الطالب في الصف الأول الثانوي الفندقي، كان يعمل بجوار أسرته في محل صغير لبيع المراتب، حيث كان محبوبًا من الجيران وأصدقائه. يوم الحادث، طلبت منه والدته الذهاب إلى السوبر ماركت، لكن قلقها بدأ يتصاعد بعد مرور 10 دقائق دون عودته. عندما استدعاها أحد أصدقائه ليخبرها بأنه تعرض لإصابة خطيرة، كانت اللحظات تمر كالعمر بالنسبة لها. انطلقت بسرعة إلى الشارع، لتجد حشودًا من الناس أمام محل الحلاق، حيث طُعن ابنها في صدره.
تفاصيل مأساة علي وشهادات الأم
عندما وصلت الأم إلى مستشفى الموظفين، منعتها حراس الأمن من الدخول، لكنها رأت بقع دم على الأرض، ما جعل قلبها يتوقف. بعد أن أفاقت، علمت أن ابنها نُقل إلى غرفة أخرى لإجراء الأشعة، حيث تبين أن الطعنة تسببت في ثقب في الرئة وقطع في أحد الأوتار. بينما كانت تعيش لحظات من الرعب والقلق، كانت الأمور تتدهور بسرعة، حيث تم نقل علي إلى مستشفى معهد ناصر، لكن حالته كانت حرجة. الأم تتذكر كيف فقدت ابنها الثاني منذ 15 عامًا، وكيف اعتبرت علي تعويضًا من الله، والآن، تكرر المأساة.
العدالة هي الحل: الأم تطالب بحق ابنها
الأم سعدية ترفض الانتقام، مؤمنة بأن القانون يجب أن يأخذ مجراه. تعبر عن ألمها بقولها: “ابني راح عشان هزار تافه، عشان كلمة ولا حركة”. الشرطة ألقت القبض على المتهم الرئيسي وأحالتهم إلى النيابة، حيث تم حبسهم على ذمة التحقيقات. سعدية تعبر عن رغبتها في تحقيق العدالة، مشيرة إلى أن آخر حضن بينها وبين ابنها لا يزال دافئًا، وأن روح ابنها ستظل حاضرة في قلبها، حتى لو كان جسده قد رحل. تشدد على ضرورة تحقيق العدالة، وتقول: “أنا عايزة حق ابني بالقانون”.
سعدية، والدة «علي»، تروي اللحظات الأخيرة لابنها: «ابني راح من غير أي ذنب»- تصوير: محمد القماش
الأم ترفع عينيها للسماء وتغالب دموعها: «كنت شايفة فيه روح أخوه اللي فقدته من 15 سنة.. دلوقتي الاتنين راحوا»- تصوير: محمد القماش
التعليقات