يعتبر موضوع خراب بيوت من القضايا الحساسة التي تؤثر على العلاقات الزوجية حيث يفسر أستاذ الطب النفسي أسباب وصم بعض الزوجات أزواجهن بالنرجسية بأنه يعود إلى مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية التي تلعب دورًا كبيرًا في فهم سلوكيات الشريك فالنرجسية قد تظهر نتيجة لتجارب سابقة أو ضغوطات نفسية مما يؤدي إلى تصاعد التوترات بين الزوجين ويجعل التواصل الفعال صعبًا لذا من المهم أن يتفهم الأزواج بعضهم البعض وأن يسعوا لمعالجة هذه القضايا قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة خراب بيوت حيث أن الحوار المفتوح والدعم النفسي يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات وتقليل الشعور بالنرجسية لدى أحد الطرفين.

تأثير مصطلح "النرجسي" على العلاقات الأسرية

أوضح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن انتشار مصطلح "النرجسي" بشكل غير منضبط على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدى إلى حدوث مشكلات خطيرة داخل الأسر، حيث تبدأ بعض الزوجات في وصم أزواجهن بالنرجسية بمجرد رصد أي خطأ أو تصرف سلبي، مما يخلق جواً من الشكوك والتوتر في العلاقات الأسرية.

التأثير السلبي للمحتوى المتداول على السوشيال ميديا

وأشار خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، إلى أن الزوجة قد تتأثر بشكل كبير بالمحتوى المتداول على السوشيال ميديا والجروبات، حيث تبدأ في مطابقة صفات الزوج بما تقرؤه عن "النرجسي"، حتى لو لم تكن الصفات متطابقة تمامًا، وهذا يفتح الباب لاتهامه بكونه "نرجسياً خفياً"، وهي الصفة التي أصبحت تُستخدم بلا دليل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكم الغضب والكراهية، ويخلق صورة ذهنية سلبية عن الزوج.

ضرورة التوجه إلى المتخصصين النفسيين

وأضاف الدكتور المهدي أن هذه الممارسات ساهمت في خراب بيوت كثيرة، حيث إن الزوجة بمجرد أن تقتنع بأن زوجها نرجسي تبدأ في كراهيته وتفكر في الانفصال عنه، وتجد من يشجعها على ذلك من خلال نصائح تحذرها من الاستمرار في الحياة معه وكأنه خطر على حياتها، وأكد أن النرجسية لها مستويان؛ الأول سمات الشخصية النرجسية التي قد توجد لدى بعض الأشخاص دون أن تسبب مشاكل كبيرة، والثاني اضطراب الشخصية النرجسية الذي يسبب معاناة للشخص نفسه أو لمن حوله، لذا شدد على ضرورة التفريق بين الحالتين وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، وضرورة اللجوء إلى المتخصصين النفسيين قبل اتخاذ قرارات مصيرية قد تؤدي إلى هدم الأسرة.