دعت رجال الأعمال مستثمري سنغافورة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص من خلال إقامة شراكات استراتيجية تهدف إلى تطوير مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الجانبين وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة حيث يمكن لمستثمري سنغافورة الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق المحلي بينما يساهم القطاع الخاص في جذب الاستثمارات وتعزيز الابتكار مما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية مستدامة للجميع.
مائدة مستديرة لتعزيز الشراكة بين مصر وسنغافورة
نظمت جمعية رجال الأعمال المصريين بالتعاون مع اتحاد الأعمال السنغافوري مائدة مستديرة موسعة في القاهرة، حيث أكد المهندس مجد الدين المنزلاوي، الأمين العام للجمعية، أن النقاشات التي دارت خلال المنتدى ليست مجرد لقاءات بروتوكولية، بل تمثل أساسًا لبناء شراكات استراتيجية حقيقية، تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
آفاق التعاون بين مصر وسنغافورة
أشار المنزلاوي إلى أن هناك شراكة قوية بين مصر وسنغافورة، مع آفاق أكبر للتعاون تتجاوز حدود البلدين، مما يساهم في بناء شراكات مبتكرة وفاعلة. ومن جانبه، أكد تيو سيونج سينج، رئيس اتحاد الأعمال السنغافوري، أن مصر تشهد تحولًا تاريخيًا يجعلها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا، بفضل موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 360 مليون دولار في عام 2024.
الاستثمارات السنغافورية في مصر
تجاوزت الاستثمارات السنغافورية في مصر 700 مليون دولار، مع وجود نماذج ناجحة لشركات سنغافورية تعمل في السوق المصري مثل "أولام جروب" و"PSA International"، التي افتتحت مكتبها الإقليمي في القاهرة لتطوير قطاع الموانئ. كما أشار الدكتور مهند طه خالد، أمين صندوق الجمعية، إلى أن مصر حققت تحولًا رقميًا شاملًا في المنظومة الضريبية، مما يجعلها بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة للمستثمرين.
فرص جديدة في إفريقيا
أكد النائب الدكتور شريف الجبلي، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة إفريقيا بالجمعية، أن التعاون المصري السنغافوري يمتد بطبيعته إلى القارة الإفريقية، حيث توجد فرص واعدة للاستثمار في مجالات مثل التعدين والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن التوجه الإفريقي يهدف إلى التصنيع داخل القارة بدلاً من تصدير المواد الخام، مما يفتح مجالات واسعة للتعاون بين مصر وسنغافورة.
الطاقة المتجددة والنقل
في مجال الطاقة، أوضح المهندس أيمن قرة، عضو رئيس لجنة الطاقة بالجمعية، أن مصر تمكنت من رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 22% من إجمالي القدرات المركبة، مع استهداف الوصول إلى 42% بحلول عام 2030. كما استثمرت مصر أكثر من تريليون جنيه لتطوير الموانئ والطرق، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية للاستثمارات.
السياحة والتعاون الثقافي
تعد السياحة من أهم ركائز الاقتصاد المصري، وقد أكد فاروق ناصر، رئيس لجنة السياحة، أن التعاون مع الشركاء في سنغافورة سيفتح آفاقًا جديدة في مجالات الاستثمار السياحي، مما يعزز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل للشباب.
نموذج ناجح في جذب الاستثمارات
أخيرًا، أشار المهندس باسل شعيرة، المدير العام لشركة بولاريس الدولية، إلى أن تجربة المطور الصناعي الخاص تمثل نموذجًا ناجحًا في جذب الاستثمارات، حيث توفر مناطق صناعية متكاملة وفق المعايير العالمية، مما يسهم في رفع الأعباء البيروقراطية عن المستثمرين.
من خلال هذه الشراكات والتعاونات، يمكن لمصر وسنغافورة تعزيز نموهما الاقتصادي وتحقيق فوائد مستدامة لكلا البلدين.
التعليقات