في مثل هذا اليوم 25 سبتمبر من عام 1926 تم توقيع اتفاقية مكافحة تجارة الرقيق التي كانت خطوة مهمة نحو إنهاء هذه الممارسات البشعة التي عانت منها الإنسانية لقرون طويلة هذه الاتفاقية لم تكن مجرد نصوص قانونية بل كانت تعبيرًا عن إرادة المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان وضمان حرية الأفراد وتعتبر هذه الاتفاقية جزءًا من جهود متعددة للتصدي للعبودية الحديثة وتجارة الرقيق التي لا تزال قائمة في بعض المناطق اليوم مما يبرز أهمية التوعية والمثابرة في مكافحة هذه الظاهرة المؤلمة التي تتطلب تعاونًا عالميًا جادًا لضمان عالم خالٍ من الاستغلال والتمييز.
تاريخ العبودية وتأثيرها عبر العصور
تُعتبر العبودية واحدة من أكثر الظواهر الإنسانية إثارة للجدل، حيث كانت سائدة في الإمبراطورية الرومانية، وعندما جاء الإسلام في القرن السابع، أظهر مفاهيم جديدة تتعلق بتحرير العبيد وحسن معاملة الأسرى، وفي القرن الخامس عشر، بدأ الأوروبيون في احتراف تجارة العبيد، حيث جلبوا الكثير منهم من أفريقيا، وارسلوهم إلى العالم الجديد للعمل في الزراعة، وفي عام 1444، كان البرتغاليون يمارسون النخاسة، حيث كانوا يرسلون سنويًا ما بين 700 و800 عبد من مراكز تجميع العبيد على الساحل الغربي لأفريقيا، وكان الأوروبيون يجلبون هؤلاء العبيد بخطفهم من عائلاتهم.
تطور تجارة العبيد في القرون اللاحقة
في القرن السادس عشر، كانت إسبانيا تمارس تجارة العبيد، حيث كانت ترسلهم لمستعمراتها في المناطق الاستوائية بأمريكا اللاتينية للعمل في الزراعة، ومع دخول إنجلترا وأمريكا في القرن السابع عشر إلى حلبة هذه التجارة، استقبلت أمريكا الشمالية في عام 1619م أعدادًا كبيرة من العبيد الأفارقة، وزادت أعدادهم مع التوسع الزراعي، خاصة في الجنوب الأمريكي، وفي عام 1814، تم عقد مؤتمر فيينا حيث اتفقت الدول الأوروبية على معاهدة لمنع تجارة العبيد، وفي عام 1848م، وُقعت اتفاقية ثنائية بين إنجلترا وأمريكا لمنع الاتجار بالعبيد، كما نص الدستور الأمريكي على إلغاء العبودية في عام 1865م.
جهود المجتمع الدولي لمكافحة الرق
في 25 سبتمبر 1926، تم التوقيع على معاهدة جنيف لمكافحة تجارة الرقيق، وهي بمثابة ميثاق أبرمته الدول الأعضاء في عصبة الأمم، حيث ألزم الموقعين بالقضاء على الرق وتجارة الرقيق والسخرة في أراضيهم، وقد أسست عصبة الأمم لجنة مؤقتة للرقيق في عام 1924، وضعت اتفاقية تقر بأن الرق منتشر في أماكن عديدة من العالم، وأن اتفاقية دولية ملزمة للدول الأعضاء في العصبة يمكن أن تساعد في القضاء عليه، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 9 مارس 1927، مما يعكس جهود المجتمع الدولي في محاربة هذه الظاهرة الإنسانية المأساوية.
التعليقات