عندما نتحدث عن عادات يومية تؤثر على نفسية الطفل نجد أن المذاكرة الطويلة دون فترات راحة تؤدي إلى شعور بالتوتر والضغط النفسي كما أن تناول وجبات غير صحية أو متقطعة يؤثر سلبًا على مزاجه ويزيد من إحساسه بالإجهاد بالإضافة إلى قلة النشاط البدني الذي يعتبر ضروريًا لصحة الطفل النفسية والجسدية كما أن التعامل مع الضغوطات الاجتماعية في المدرسة أو المنزل يمكن أن يزيد من مشاعر القلق لذا من المهم الانتباه إلى هذه العادات والعمل على تحسينها لضمان سعادة الطفل وراحته النفسية.

عودة الأطفال إلى المدرسة: تحديات وآثار نفسية

مع بداية العام الدراسي، يعود الأطفال إلى المدرسة محملين بتوقعات الأهل وأعباء التحصيل العلمي والأنشطة المدرسية، هذه الفترة ليست مجرد بداية جديدة فحسب، بل هي أيضًا فترة مشحونة بالعواطف والتوترات لجميع أفراد العائلة، ورغم أن الأهل غالبًا ما يسعون لتقديم الدعم لأبنائهم، إلا أن بعض التصرفات قد تؤدي إلى زيادة الضغط النفسي على الأطفال، مما ينعكس سلبًا على سلوكهم وصحتهم النفسية.

عادات تؤدي إلى توتر الأطفال

وفقًا لموقع «بيرنتس»، هناك عدة عادات قد يمارسها الأهل دون قصد، لكنها تؤدي إلى توتر الأطفال، من أبرزها السعي نحو الكمال، فعندما يُرسل الأهل رسائل ضمنية أو صريحة بأن كل شيء يجب أن يكون مثاليًا، من الأداء الدراسي إلى شكل الوجبة المدرسية، يشعر الطفل بأنه لا يُسمح له بالخطأ، مما يولد قلقًا دائمًا من الفشل، وهذا الشعور قد يؤثر سلبًا على تقدير الطفل لذاته.

قواعد صارمة وضغط أكاديمي

من العادات الأخرى التي تؤثر سلبًا على الأطفال هي فرض قواعد صارمة جدًا حول الطعام، مثل «لا تأكل هذا» أو «يجب أن تأكل كل الطعام في الطبق»، هذه القوانين قد تُلقي بعبء إضافي على الطفل، وتُطور مشاعر من الذنب أو الخجل إن خالفها، بالإضافة إلى الضغط الأكاديمي المفرط، حيث يشعر الطفل بأنه تحت مراقبة دائمة لتحقيق درجات عالية أو المشاركة في كل النشاطات دون مراعاة لرغباته أو قدراته، مما قد يؤدي إلى توتر وتشوش ذهني.

المقارنة والضغط العاطفي

من العوامل الأخرى التي تسبب القلق للأطفال هي المقارنة المستمرة مع الآخرين، فعندما يُقارن الطفل بزملائه أو إخوته بشكل دائم، مثل «انظر إلى فلان كم هو ناجح/ذكي»، تزرع هذه المقارنات شعورًا بالدونية، مما يؤدي إلى قلق الطفل من عدم قدرته على تحقيق المعايير المطلوبة، كما أن عدم السماح له بإظهار مشاعر الضعف أو الحزن، قد يجعله يخفي عواطفه ويعيش في خوف دائم من ردة فعل الأهل، مما يؤدي إلى تراكم التوتر الداخلي لديه.

في الختام، من المهم أن يتفهم الأهل تأثير تصرفاتهم على نفسية أطفالهم، وأن يسعوا لتوفير بيئة داعمة تشجع على التعبير عن المشاعر وتقبل الأخطاء، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية للأطفال ويخفف من الضغوطات عليهم.