خوفا من اعتقاله قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغيير مسار طائرته خلال رحلتها إلى الأمم المتحدة حيث تجنب الأجواء الأوروبية بشكل كامل وذلك بعد تزايد المخاوف من إمكانية اعتقاله بسبب قضايا قانونية تحوم حوله وتعتبر هذه الخطوة جزءا من استراتيجياته السياسية التي تهدف إلى تجنب أي مواقف محرجة أو تعرضه للمسائلة القانونية في الدول الأوروبية التي قد تتخذ إجراءات ضد شخصيات سياسية متهمة بجرائم حرب وقد أثارت هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول مدى تأثيرها على العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وأوروبا في المستقبل القريب.
رحلة نتنياهو إلى نيويورك: مسار غير معتاد
أقلعت طائرة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، اليوم الخميس، متجهة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد سلكت مسارًا جويًا غير معتاد مقارنةً بالرحلات السابقة، حيث تم اتخاذ هذا القرار لتقليل التحليق فوق الدول الأوروبية، وذلك تجنبًا لاحتمالية اعتقاله في حالة الهبوط الاضطراري، وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، وقد تم تتبع مسار الرحلة، حيث حلقت طائرة “جناح صهيون” في المسار الأكثر جنوبية المتاح، ولم تعبر الأجواء الفرنسية أو أي دول أوروبية أخرى، بل اكتفت بالطيران فوق البحر الأبيض المتوسط، مرورًا باليونان وإيطاليا، ثم عبرت مضيق جبل طارق نحو المحيط الأطلسي.
مخاوف نتنياهو من الاعتقال بسبب التوترات الدولية
أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو الرغبة في تجنب التحليق فوق فرنسا، ليس فقط لتفادي طلب عدم الطيران فوق أراضيها بسبب التوتر مع الرئيس إيمانويل ماكرون، بل أيضًا خوفًا من تنفيذ أمر اعتقال صادر عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، في حال حدوث هبوط اضطراري في إحدى الدول الموقعة على “اتفاقية روما”، وقد نوهت جمعية الطيارين الإسرائيليين إلى أن رحلة لشركة “العال” التابعة لدولة الاحتلال، التي أقلعت في نفس الوقت إلى نيويورك، قد سلكت المسار الاقتصادي المعتاد، بينما اضطرت طائرة نتنياهو إلى الانحراف جنوبًا لتجنب المخاطر.
تراجع اللحظة الأخيرة عن التحليق فوق الأجواء الفرنسية
رغم زعم تل أبيب عدم طلب أي تصريح من الفرنسيين بشأن مسار الرحلة، أكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن الجانب الإسرائيلي طلب الإذن للتحليق فوق المجال الجوي الفرنسي، وقد تم منح هذا الإذن، ولكن في النهاية اختاروا مسارًا آخر، ولا يُعرف السبب وراء ذلك، وقد أقلع نتنياهو في الساعة 3 فجرًا في زيارة لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما سيعقد لقاءً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين، وهو اللقاء الرابع بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقد يكون الأهم بينهم جميعًا، ويجدر بالذكر أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت قرارًا في نوفمبر 2024، يقضي باعتقال نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت على خلفية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
التعليقات