أحمد نبوي يؤكد أن من رحم التطرف يولد الإلحاد ويشير إلى أهمية احتواء الشباب فكريًا ونفسيًا في ظل التحديات التي تواجههم اليوم فالتطرف يجر الشباب إلى أفكار هدامة بينما الإلحاد قد يكون نتيجة للانغلاق الفكري لذلك يجب علينا تقديم بيئة حاضنة تشجع على الحوار وتقبل الآخر وتعزز من التفكير النقدي بين الشباب مما يسهم في بناء مجتمع متوازن وقادر على مواجهة التحديات المختلفة ويضمن لهم مستقبلاً أفضل بعيدًا عن التطرف والإلحاد.

الإلحاد: ظاهرة قديمة تتجدد

أوضح الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن ظاهرة الإلحاد، بمعناها الاصطلاحي، أي إنكار وجود الإله، ليست جديدة في التاريخ الإنساني، حيث ناقشها الفلاسفة منذ العصور القديمة، بدءًا من أفلاطون، مرورًا بموجات الإلحاد التي ظهرت في الثلاثينيات والسبعينيات، وصولًا إلى الموجة الأخيرة التي برزت بعد عام 2011، والتي تختلف عن سابقاتها في العديد من الجوانب.

أسباب انتشار الإلحاد

خلال حواره مع الإعلامية سالي سالم في برنامج «منبر الجمعة»، المذاع على قناة الناس، أشار نبوي إلى أن هذه الموجة من الإلحاد نشأت في سياق اجتماعي ونفسي جديد، حيث كانت ممارسات الجماعات المتطرفة والإرهابية أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى نفور الشباب من الدين، فعندما تُبرر أعمال القتل والتدمير باسم الدين، يصبح من السهل أن يتصور البعض أن هذا هو الدين الحق، مما يدفعهم إلى رفضه تمامًا، وقد يصل الأمر إلى إنكار وجود الله.

أهمية الحوار والتفهم

أكد أستاذ جامعة الأزهر أن الدراسات الفكرية تشير إلى أن حوالي 80% من الملحدين في العالم العربي ليسوا أصحاب نزعات فلسفية معقدة، بل هم ضحايا لصدمات نفسية نتيجة ممارسات منسوبة إلى الدين، لذا شدد على ضرورة التفريق بين الشرائح المختلفة للملحدين، وفهم أبعادهم النفسية والفكرية، قبل محاولة معالجة الشبهات التي وقعوا فيها، مضيفًا أن من حق أي شاب أن يسأل ويفكر، وواجب العلماء والدعاة هو الاستماع لهم وإجابة تساؤلاتهم بإجابات عقلية مقنعة، مما يساعد في إعادة الثقة بين الشباب ودينهم، ويغلق الباب أمام موجات الإلحاد الجديدة.

الختام

إن فهم أسباب الإلحاد ومناقشة قضاياه بشكل هادئ وعقلاني يمكن أن يسهم في إيجاد حلول فعالة تعزز الإيمان وتساعد في بناء جيل واعٍ ومؤمن، لذا يجب أن نكون مستعدين للحوار والتفهم، لنضمن مستقبلًا أفضل للجميع.