زي النهارده في 26 سبتمبر 2010 فقدت مصر أحد أبرز أعلامها في مجال الأدب والدعوة الإسلامية وهو الدكتور عبدالصبور شاهين الذي ترك بصمة واضحة في قلوب محبيه وعشاق كلماته العميقة حيث كان له دور كبير في نشر الفكر الإسلامي من خلال مؤلفاته ومحاضراته التي أثرت في الكثيرين وكان يتميز بأسلوبه السلس وقدرته على إيصال الرسائل الدينية بأسلوب يجمع بين العاطفة والعقل مما جعله شخصية محبوبة ومرموقة في المجتمع المصري والعربي حيث ساهمت أعماله في تشكيل وعي الأجيال الجديدة وتعزيز القيم الإنسانية والدينية في نفوسهم مما يجعل ذكرى وفاته حاضرة دائماً في الأذهان وتبقى أعماله شاهدة على إبداعه وتأثيره المستمر في الحياة الثقافية والدينية.
الدكتور عبدالصبور شاهين وكتابه "أبي آدم": جدل الفكر الإسلامي
في منتصف التسعينيات، أثار الدكتور عبدالصبور شاهين ضجة كبيرة بإصداره كتابه "أبي آدم"، حيث قدم فيه رؤية مغايرة تتعلق بأصل الإنسان، فقد اعتبر أن آدم هو أبو الإنسان، وليس مجرد أب للبشر الذين سبقوه ككائنات غير معدلة بروح الله، وقد استند شاهين إلى آيات قرآنية تشير إلى وجود بشر قبل آدم، لكنهم لم يكونوا مهيئين للعقل أو الروح، مما جعل الملائكة تتساءل عن خلق آدم، إذ جاء في الكتاب: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، وهو ما يعكس عمق الفكرة التي طرحها شاهين حول التطور الروحي والعقلي للإنسان.
الجدل الذي أثاره الكتاب وتأثيره على المجتمع
أحدث الكتاب جدلاً واسعًا، حيث بدأت أولى فصوله في الأزهر، وكانت المفاجأة أن الدكتور شاهين الذي تعرض لهجوم بسبب كتابه، كان قد شارك في الهجوم على الدكتور نصر حامد أبو زيد، الذي اتهم بالردة وأجبر على مغادرة البلاد، ورغم الانتقادات الحادة التي واجهها، إلا أن شاهين ظل واحدًا من أبرز الدعاة الإسلاميين في مصر والعالم الإسلامي، حيث كان خطيبًا لمسجد عمرو بن العاص، وقد وُلد في 18 مارس 1929 لعائلة ذات تاريخ عريق.
إنجازات شاهين ومؤلفاته
تخرج شاهين من الأزهر الشريف، وعُرف بإسهاماته الكبيرة في مجال الدراسات الإسلامية، حيث ألف نحو 65 كتابًا، منها "مفصل آيات القرآن" في عشرة مجلدات، وكتب مع زوجته موسوعة "أمهات المؤمنين" و"صحابيات حول الرسول"، كما اشتهر بتعريبه لمصطلح "حاسوب" كمرادف عربي لكلمة "كمبيوتر"، وهو ما أقره مجمع اللغة العربية، ورغم كل الجدل، يبقى كتاب "أبي آدم" هو الأكثر شهرة بين مؤلفاته، وقد توفي في 26 سبتمبر 2010، تاركًا وراءه إرثًا فكريًا كبيرًا.
التعليقات