الخلافات لا يخلو منها أي بيت فهي جزء طبيعي من الحياة الأسرية حيث يواجه الأهل والأبناء تحديات متعددة في التواصل والتفاهم لذلك من المهم أن يتعلم الجميع كيفية إدارة هذه الخلافات بطريقة صحية تساهم في تعزيز العلاقة بين الأهل والأبناء وتساعد على بناء الثقة والاحترام المتبادل ومن أهم مفاتيح نجاح العلاقة الحوار المفتوح والاستماع الجيد لمشاعر الآخر بالإضافة إلى وضع حدود واضحة تعزز من فهم كل طرف لاحتياجات الآخر وبهذه الطريقة يمكن تحويل الخلافات إلى فرص للتعلم والنمو العاطفي مما يسهم في خلق بيئة أسرية أكثر استقراراً وسعادة.

أهمية التعامل مع الخلافات الأسرية

أكدت الدكتورة نادية جمال، استشاري العلاقات الأسرية والإرشاد النفسي، أن الخلافات الأسرية هي جزء طبيعي من الحياة اليومية، ولا يمكن تجنبها في أي بيت، لذلك فإن الطريقة التي نتعامل بها مع هذه الخلافات هي ما يحدد مسار العلاقات الأسرية، فالأهم هو الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، بدلاً من ترك الخلافات تتصاعد وتؤثر سلبًا على الأجواء الأسرية.

استراتيجيات فعالة للتواصل

أشارت جمال خلال لقائها في برنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد، إلى أن البداية الصحيحة لأي نقاش تتطلب الاستماع الجيد، والجلوس معًا بهدف حل المشكلة وليس فرض السيطرة أو الرأي، فالاحترام والهدوء وخفض الصوت تعتبر من أهم المفاتيح لتجاوز الأزمات، وعندما نواجه العصبية، يجب أن نحتوي الطرف الآخر حتى يهدأ، ثم نستكمل النقاش لاحقًا، فالعناد أو الإصرار على إثبات الموقف في لحظات الغضب يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الخلاف بشكل أكبر، مما يجعل خسارته مشتركة للطرفين.

التحديات بين الأجيال

وفي سياق العلاقات الأسرية بين الأجيال، أكدت جمال أن التطورات التكنولوجية واختلاف الثقافات بين الآباء والأبناء تفرض تحديات جديدة، لذا من الضروري أن يتحلى أولياء الأمور بالمرونة والانفتاح، فهذا يساعدهم على اكتساب الإيجابيات من الجيل الجديد، كما ينبغي عليهم مواكبة التطورات الثقافية والتكنولوجية لفهم الأبناء والتواصل معهم بشكل أفضل، مما يسهم في بناء علاقات أسرية قوية ومتناغمة.