هالة محفوظ هي أول مترجمة لغة إشارة بالتلفزيون المصري وقد بدأت مسيرتها المهنية بسؤال طفولي كان يدور في ذهنها عن كيفية التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع كانت تلك اللحظة نقطة انطلاق لها نحو عالم الترجمة الذي أصبح شغفها وحياتها حيث عملت بجد لتسهيل الوصول إلى المعلومات بالنسبة للصم وضعاف السمع من خلال تقديم الأخبار والبرامج التلفزيونية بلغة الإشارة وقد أثرت هالة بشكل كبير في المجتمع المصري وأظهرت أهمية دمج ذوي الإعاقة في الحياة اليومية مما جعلها رمزاً للأمل والإلهام للكثيرين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم رغم التحديات.
قصة نجاح دكتورة هالة محفوظ: رائدة لغة الإشارة في الإعلام المصري
منذ طفولتها، كانت دكتورة هالة محفوظ تراقب جارتيها «حنان»، التي فقدت السمع والنطق في حادث، وكانت تلك اللحظات محفورة في ذاكرتها، حيث تساءلت في نفسها: كيف سأفهم ما يُقال في التلفزيون لو كنت مكانها؟ هذا السؤال لم يكن عابرًا، بل أصبح دافعًا لها لتكون أول مترجمة لغة إشارة في التلفزيون المصري، حيث كرّست حياتها لمساعدة الصم والبكم على فهم ومتابعة ما يحدث على الشاشة.
بداية الرحلة: من سؤال طفلة إلى رسالة إنسانية
تروي دكتورة هالة لـ«إقرأ نيوز» أن الشرارة الأولى جاءت من سؤال طفلة صغيرة لوالدتها: «لماذا لا يوجد مترجم للصم في التلفزيون؟»، هذا السؤال البسيط أثار في داخلها شعورًا بالمسؤولية، مما حول فضولها إلى التزام ورسالة نبيلة. ومع مرور الوقت، أصبحت دكتورة هالة المعروفة بـ«الأم الروحية» للصم وضعاف السمع، حيث دخلت عالمهم من خلال المدارس والأنشطة المختلفة، مما جعلها تعيش تجاربهم، وتفهم مشاعرهم وأحزانهم.
برنامج «حديث الأصابع»: جسر للتواصل بين الصم والمجتمع
في عام 1990، قدمت دكتورة هالة برنامجها الأول «حديث الأصابع»، الذي استمر لمدة عشرين عامًا، ليكون أول برنامج متكامل بلغة الإشارة في التلفزيون المصري، وقد أصبح نموذجًا يُحتذى به في الدول العربية، حيث اقتبسه العديد من المذيعين والمترجمين. لم يكن البرنامج يهدف فقط إلى تسليط الضوء على مشاكل الصم، بل كان يسعى لعرض قوتهم وقدراتهم، ليكون جسرًا يربط بينهم وبين المجتمع.
رحلة أكاديمية موازية وعمل تطوعي
لم تنفصل رحلة دكتورة هالة الأكاديمية عن عملها الإعلامي، حيث تناولت رسالة الماجستير الخاصة بها «لغة الإشارة في الرسالة الإعلامية»، ورسالة الدكتوراه «دور الرسالة الإعلامية في الدمج المجتمعي لذوي الإعاقة»، وابتكرت برامج دمج للأطفال مثل «إشارة حب». كما خصصت وقتًا أسبوعيًا للقاء الصم وأسرهم، حتى أطلقوا عليها لقب «الأم الروحية». وقد حصلت على جوائز وتكريمات عديدة محليًا ودوليًا، منها الجائزة الذهبية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون العربي.
تكريمات وإنجازات مستمرة
تؤكد دكتورة هالة أن التكريمات مصدر اعتزاز، لكنها تظل تسعى لتحقيق هدفها الأساسي، وهو الاستمرار في الرسالة التي تحملها، وتأمل أن تترك أثرًا حقيقيًا في حياة ذوي الإعاقة وأسرهم، وأن تسهم في فتح الطريق لأجيال جديدة تحمل نفس الرسالة وتكمل ما بدأته.
رحلة دكتورة هالة محفوظ هي مثال حي على كيف يمكن للفرد أن يحدث فرقًا حقيقيًا في المجتمع، من خلال الالتزام والشغف، مما يجعلها رائدة في مجالها، ومصدر إلهام للكثيرين.
التعليقات