تعتبر أزمة طريق جزيرة داوود في المنوفية من التحديات الكبيرة التي تواجه التلاميذ يومياً حيث يجدون أنفسهم مضطرين لعبور المياه باستخدام القوارب للوصول إلى مدارسهم وهذا الوضع يثير القلق بين الأهالي الذين يسعون لإيجاد حلول سريعة وفعالة لتحسين البنية التحتية في المنطقة وقد وضعت الجهات المختصة خطة عاجلة تهدف إلى معالجة هذه الأزمة من خلال إنشاء جسر يربط الجزيرة بالبر الرئيسي مما سيسهل حركة المرور ويضمن سلامة التلاميذ ويعزز من فرص التعليم في هذه المنطقة النائية حيث يأمل الجميع أن تسهم هذه الخطوة في تحسين الظروف المعيشية وتوفير بيئة تعليمية أفضل للأطفال.
مأساة عبور الأطفال إلى المدارس في جزيرة داود
تتكرر مأساة أهالي جزيرة داود التابعة لمركز السادات في محافظة المنوفية مع بداية كل عام دراسي جديد، حيث يواجه الأطفال تحديًا كبيرًا يتمثل في عبور الطريق الرئيسي الذي غمرته مياه فيضان النيل، مستخدمين قوارب بدائية للوصول إلى مدارسهم، فتتحول هذه الرحلة إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، حيث لا خيار أمام الأهالي سوى المجازفة من أجل تعليم أبنائهم.
في ساعات الصباح الباكر، يتجمع التلاميذ على جانب الطريق، يحملون حقائبهم المدرسية، قبل أن يستقلوا قوارب خشبية متهالكة، وبعضها بلا سترات نجاة أو وسائل أمان، ويصف الأهالي هذا المشهد بأنه رحلة خطيرة تتكرر يوميًا، ورغم الجهود الفردية لصيانة بعض القوارب، إلا أن الحلول تبقى غير كافية، مما يهدد حياة مئات الأطفال مع بداية العام الدراسي، يقول الحاج عبدالحميد متولي، أحد أهالي الجزيرة، إن الأطفال يواجهون الموت يوميًا من أجل التعليم، مضيفًا أن مناشداتهم المتكررة لم تثمر عن أي بديل آمن.
إهمال التعليم يهدد حياة الأطفال
تعيش أميرة عبدالتواب، من أهالي الجزيرة، لحظات من القلق والخوف كلما عبر أبناؤها القارب، خاصة في أوقات الرياح أو ارتفاع منسوب المياه، وتؤكد أن التعليم حق مشروع لا يجب أن يكون ثمنه حياة الأطفال، بينما يؤكد محمود علي، أحد أبناء الجزيرة، أن المياه غمرت الأراضي الزراعية والمنازل، مما حول الجزيرة إلى شبه عزلة، ويجد الأهالي أنفسهم في سباق مع الزمن لإنقاذ مرضى أو مصابين، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
رغم تقديم الأهالي لعشرات الشكاوى، تبقى الردود دائمًا مجرد وعود دون تنفيذ، ويشدد الأهالي على ضرورة توفير وسائل نقل آمنة، خاصة مع اقتراب موسم الفيضان كل عام، حيث يؤكد عبدالرازق عبدالمطلب أنهم لا يطلبون المستحيل، بل يريدون فقط أن يذهب أبناؤهم إلى مدارسهم بأمان، بينما يوضح عبدالله أن بعض الأسر تفكر في منع أطفالها من الذهاب إلى المدارس حتى تهدأ المياه، مما يعني ضياع جزء كبير من الفصل الدراسي.
خطوات نحو الحل
من جانبه، أكد وليد سالم، رئيس مدينة منوف، خلال جولته الميدانية، أن أزمة غرق الطريق الترابي بين القريتين هي من أولويات الأجهزة التنفيذية، مشددًا على أن معاناة الأهالي والطلاب لن تستمر طويلاً، حيث وجه بسرعة إعداد تقرير فني لبحث إمكانية رفع منسوب الطريق أو إنشاء بدائل آمنة. وطمأن سالم الأهالي بأن هناك خطة عاجلة لتوفير وسيلة نقل آمنة مؤقتة، مؤكدًا التزامه بمتابعة الوضع بنفسه حتى يتم حل الأزمة، وبهذا، يبقى الأمل قائمًا في إيجاد حلول تضمن سلامة الأطفال وتسهيل وصولهم إلى مدارسهم.
التعليقات