الشيخ خالد الجندي يعتبر أن إعلان الإنسان فاحشته أو التباهي بها على وسائل التواصل الاجتماعي يعد ذنبًا خطيرًا يؤثر سلبًا على المجتمع ويعزز من انتشار الفساد الأخلاقي في ظل الانفتاح الرقمي الذي نعيشه اليوم حيث أن هذا السلوك يساهم في تدمير القيم والمبادئ التي تربينا عليها ويجعل من السهل على الشباب الانجرار وراء هذه الظواهر السلبية التي تضر بالنفس والمجتمع لذلك يجب على الجميع أن يتحلوا بالوعي والمسؤولية في استخدام هذه المنصات وأن يسعوا لنشر الخير بدلاً من الفواحش التي تؤدي إلى عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع ككل.

الفرق بين ارتكاب الذنب وإشاعة الذنب

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك فارقًا كبيرًا بين ارتكاب الذنب وإشاعته، فكل ابن آدم خطّاء، والله سبحانه وتعالى قد فتح باب التوبة لعباده في كل وقت، وهذا يعكس رحمة الله الواسعة التي تشمل جميع خلقه، حيث قال الله عز وجل: «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى»، مما يدل على أن الله دائم المغفرة، ورحمته متجددة لمن يسعى للتوبة.

أهمية التوبة وعدم اليأس من رحمة الله

أوضح الجندي خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» على قناة «dmc»، أن المسلم يجب ألا يقنط من رحمة الله حتى وإن وقع في الذنب مرات متكررة، فباب التوبة مفتوح، والعبد مأمور بالعودة إلى الله في كل مرة يخطئ فيها، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا». لذا، يجب على كل مسلم أن يتحلى بالأمل في رحمة الله وأن يسعى للتوبة الصادقة.

خطر إشاعة الفاحشة

وأشار الجندي إلى أن العقوبة المضاعفة تأتي من المجاهرة بالمعصية وإشاعتها، وليس فقط من الوقوع فيها، فإعلان الإنسان عن فاحشته أو التباهي بها أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي يعد من أخطر الذنوب، حيث قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ». لذا، يجب على الجميع العودة إلى الله، والحرص على الستر والتوبة، وعدم إشاعة الفاحشة بأي وسيلة، حتى لا تتضاعف العقوبة في الدنيا والآخرة.