في دراسة جديدة، كشفت باحثة عن عجز زيمبابوي في إعادة رفات قادتها من مناهضي الاستعمار البريطاني، حيث تسلط الضوء على التحديات التي تواجه البلاد في هذا السياق التاريخي المعقد، إذ تعاني زيمبابوي من قلة الموارد والضغوط السياسية التي تعيق جهود الحكومة لاستعادة هذه الرموز الوطنية، كما أن هناك دعوات متزايدة من المجتمع المحلي لإحياء ذكرى هؤلاء القادة الذين ضحوا من أجل حرية البلاد، وتعتبر هذه القضية جزءاً من الهوية الوطنية التي تسعى زيمبابوي للحفاظ عليها وتعزيزها، مما يبرز أهمية التاريخ في تشكيل مستقبل الأمة.

الاستعمار البريطاني في زيمبابوي: إرث ثقافي مفقود

سلطت الباحثة في الشؤون الأفريقية، شروق حبيب المحمودي، الضوء على الاستعمار البريطاني في زيمبابوي، حيث عانى الشعب الزيمبابوي لسنوات عديدة من فقدان جماجم قادة مناهضين للاستعمار، تم نقلها إلى بريطانيا كغنائم خلال الثورة ضد الحكم البريطاني في تسعينيات القرن التاسع عشر، وما زالت هذه القضايا تثير الجدل حتى اليوم، فهل ستحل هذه المسألة في المستقبل القريب؟

رموز النضال المفقودة

أشارت المحمودي، في تصريحاتها لقناة "الساعة"، إلى أن من بين تلك الجماجم رفات شخصية بارزة تُدعى شاروي نياكاشيكانا، المعروفة باسم "مبويا نيهاندا"، وهي وسيطة روحية تواصلت مع روح نيهاندا، رمز النضال ضد الاستعمار، اعتقلها البريطانيون وأُعدمها بتهمة قتل مسؤول بريطاني، وبعد الشنق، تم قطع رأسها ونُقلت جمجمتها إلى إنجلترا، وهذا مثال واحد فقط من بين ملايين القطع الأثرية التي سُرقت من قارة أفريقيا.

استمرارية النهب الثقافي

تستمر المحمودي في سرد وقائع النهب الثقافي الذي تعرضت له العديد من الدول الأفريقية، مثل نيجيريا وإثيوبيا، حيث سرق البريطانيون آلاف القطع الأثرية القيمة، بما في ذلك المنحوتات البرونزية من مملكة بنين، وأيضًا القطع الأثرية من الإمبراطورية الحبشية السابقة، والتي لم يُعاد منها إلا القليل. ورغم محاولات بعض الدول، مثل نيجيريا، لاستعادة تراثها الثقافي، إلا أن المؤسسات البريطانية لا تزال تتجاهل هذه المطالب، مما يثير تساؤلات حول العدالة التاريخية.

الاستعمار البريطاني
الاستعمار البريطاني

الاستعمار البريطاني
الاستعمار البريطاني

في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية التعامل مع هذا الإرث الثقافي المفقود، وما إذا كانت الدول الغربية ستستجيب لمطالب الدول الأفريقية في استعادة تراثها، أم ستظل هذه الكنوز مُحتفظًا بها كمقتنيات تثير الجدل في عالم اليوم.