في مثل هذا اليوم 28 سبتمبر من عام 1895 توفي العالم الفرنسي لويس باستير الذي يُعتبر أحد أعظم العلماء في تاريخ الطب والعلم حيث قدم للبشرية العديد من الاكتشافات الهامة أبرزها تقنية البسترة التي ساهمت في تحسين سلامة الغذاء وحفظه من الجراثيم والأمراض كما ساعدت في تطوير اللقاحات التي أنقذت ملايين الأرواح ويظل إرثه العلمي حاضراً في حياتنا اليومية من خلال تطبيقاته في الصناعات الغذائية والصحية مما يجعله رمزاً للإبداع والابتكار في مجال العلوم الطبيعية والطبية.

لويس باستير: رائد العلوم الدقيقة

لويس باستير، عالم الأحياء الدقيقة والكيميائي الفرنسي، وُلِد في 27 ديسمبر 1822، ويُعتبر واحدًا من أبرز العلماء في تاريخ الطب والعلوم. يُعرف باستير بتجاربه الرائدة التي أثبتت أن الكائنات الدقيقة هي المسؤولة عن الأمراض، كما أنه كان له دور بارز في تطوير اللقاحات، خاصةً اللقاح ضد داء الكلب. بالإضافة إلى ذلك، يُنسب إليه اختراع عملية البسترة، التي تعتمد على تسخين الحليب لقتل الجراثيم والميكروبات الموجودة فيه، ثم تبريده للحفاظ على جودته.

مسيرته الأكاديمية والبحثية

في عام 1840، حصل باستير على شهادة البكالوريا، وبعد ذلك انتسب إلى دار المعلمين العليا، حيث عمل مدرسًا في المدرسة التي درس فيها. حصل على شهادة الأستاذية في العلوم الفيزيائية، وفي عام 1847 نال شهادة الدكتوراه في الفيزياء. عُيِّن بعد ذلك أستاذًا للفيزياء في مدرسة ثانوية بمدينة ديجون الفرنسية، وفي عام 1849 انتقل إلى كلية ستراسبورج، حيث واصل أبحاثه العلمية وعيّن مديرًا للبحث العلمي. من خلال أبحاثه، توصل إلى عملية التحول من السكر إلى الكحول، مما ساهم في فهم عمليات التخمر.

إنجازاته وتأثيره على الطب

في عام 1860، حصل باستير على جائزة الفيزيولوجيا التجريبية تقديرًا لأعماله المتعلقة بحوادث التخمر، كما عُيّن عضوًا في المجمع العلمي الفرنسي. استمر في أبحاثه حول الأمراض الناتجة عن عضات الكلاب، وفي عام 1886 أقر المجمع العلمي الفرنسي مشروع إنشاء معهد باستور. لكن، في عام 1887، أصيب بمرض عصبي أثر على نشاطه العلمي. يُعزى له الفضل في تطوير تقنيات التعقيم أثناء الجراحة، مما أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات في العمليات الجراحية. توفي لويس باستير في 28 سبتمبر 1895، تاركًا إرثًا علميًا لا يُنسى.