زي النهارده في 28 سبتمبر 1970 غاب عن عالمنا الرئيس جمال عبد الناصر الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ مصر والعالم العربي فقد كان رمزاً للثورة والتغيير وحقق إنجازات عديدة في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع كما ساهم في تعزيز الهوية العربية ودعم حركات التحرر في العديد من الدول العربية لقد شكلت وفاته حدثاً مؤلماً للشعب المصري والعربي الذي فقد قائدًا محنكًا كان يسعى لتحقيق الوحدة والحرية لذا تبقى ذكراه حاضرة في قلوب الملايين الذين يؤمنون بأفكاره ورؤاه السياسية التي لا تزال تتردد حتى اليوم في النقاشات حول مستقبل المنطقة وأهمية الاستقلال الوطني.
نشأة الرئيس جمال عبدالناصر
في 15 يناير 1918، وُلد الرئيس جمال عبدالناصر في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية، حيث كان والده موظفًا في البريد قد هاجر من بني مر. تلقى عبدالناصر تعليمه الابتدائي في عدة مدارس، بدءًا من روضة الأطفال في محرم بك، مرورًا بالمدرسة الابتدائية في الخطاطبة، وصولًا إلى مدارس العطارين والنحاسين في الإسكندرية. أما تعليمه الثانوي، فقد تنقل بين مدرسة حلوان الثانوية ومدرسة رأس التين، وفي النهاية حصل على شهادة الثانوية العامة، وبعدها التحق بالكلية الحربية في عام 1938، تاركًا دراسة الحقوق.
مسيرته العسكرية والسياسية
بعد تخرجه، انضم عبدالناصر إلى سلاح المشاة، وتم نقله إلى منقباد، حيث التقى بزملائه زكريا محيي الدين وأنور السادات. في عام 1939، تم إرساله إلى الخرطوم وجبل الأولياء، ثم انتقل إلى كتيبة بريطانية بالقرب من العلمين أثناء تقدم القوات الألمانية. وفي فبراير 1943، عُين مدرسًا بالكلية الحربية، وسافر للمشاركة في حرب فلسطين، حيث أصيب وحصل على نيشان النجمة العسكرية. بعد عودته إلى القاهرة، بدأ إدراكه أن المعركة الحقيقية كانت في مصر، حيث كانت هناك حاجة للإطاحة بأسرة محمد علي.
ثورة 1952 وإعلان الجمهورية
تأسست لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبدالناصر، والتي تحولت فيما بعد إلى مجلس الثورة. كانت النية موجهة للقيام بالثورة في عام 1955، لكن الأحداث المتلاحقة دفعتهم إلى تقديم موعد الثورة إلى 23 يوليو 1952، بعد حريق القاهرة والمظاهرات التي اندلعت احتجاجًا على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية. نجحت الثورة، وتم تعيين محمد نجيب قائدًا لها، وفي 18 يونيو 1953، أُعلن عن إلغاء الملكية وتأسيس الجمهورية، حيث تولى محمد نجيب رئاسة الجمهورية، بينما أصبح جمال عبدالناصر نائبًا لرئيس الوزراء ووزير الداخلية. استقال نجيب بعد خلافات مع مجلس قيادة الثورة، ليصبح عبدالناصر رئيسًا لمجلس الوزراء، ثم رئيسًا للجمهورية. خلال فترة حكمه، شهدت مصر تأميم قناة السويس واندلاع حرب 1956، بالإضافة إلى حرب اليمن ونكسة 1967، حتى وافته المنية في 28 سبتمبر 1970، ليخلفه نائبه أنور السادات.
التعليقات