من جزر مهجورة إلى وجهات سياحية عالمية تحولت جزر الجفتون ومجاويش وتوبيا إلى أيقونات بارزة في السياحة البحرية بالغردقة حيث تستقبل هذه الجزر الخلابة آلاف الزائرين يوميًا الباحثين عن تجربة استثنائية في عالم الغوص والاسترخاء تحت أشعة الشمس الدافئة توفر الجزر مناظر طبيعية ساحرة وشواطئ رملية بيضاء تجعلها وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء كما تتميز بتنوعها البيولوجي الغني الذي يجذب محبي الطبيعة وعشاق الرياضات المائية وتجعل كل هذه العوامل من زيارة هذه الجزر تجربة لا تُنسى لكل من يخطط لقضاء عطلة مميزة في البحر الأحمر.
جزر البحر الأحمر: تحول مذهل من العزلة إلى وجهات سياحية
حتى وقت قريب، كانت جزر البحر الأحمر مثل الجفتون ومجاويش وتوبيا وطويلة مجرد نقاط نائية في قلب المياه الزرقاء، لا يزورها أحد سوى أسراب الطيور المهاجرة، أو بعض الصيادين الذين يبحثون عن رزقهم. لم تكن هناك أي مظاهر للحياة البشرية، ولم تكن هذه الجزر تُعتبر جزءًا من خريطة السياحة العالمية، ولكن اليوم، قد تغير المشهد تمامًا، حيث أصبحت هذه الجزر واحدة من أهم وجهات الجذب في رحلات الغردقة البحرية.
تجربة سياحية فريدة في الجزر البحرية
أشار حسام عيد رضوان، أحد مشغلي الأنشطة البحرية في جزيرة مجاويش، إلى أن هذه الجزر أصبحت تستقبل آلاف الزوار يوميًا، حيث تشكل عنصرًا أساسيًا في تجربة السائح الباحث عن الطبيعة البكر والهدوء. فقد انتقلت من حالة العزلة إلى ضجيج الحياة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من برنامج الرحلة للعديد من السياح. وقد أضحت هذه الجزر مصدر دخل رئيسي لمئات العاملين في قطاع السياحة البحرية، بما في ذلك قادة اللنشات والغواصين والمرشدين، مما ساهم في رفع مستوى الإقامة السياحية في الغردقة.
رحلة ساحرة إلى شواطئ الجزر
تبدأ الرحلة إلى الجزر البحرية في الصباح من المراسي السياحية بالغردقة، حيث تنطلق اللنشات الحديثة المحملة بالسائحين من مختلف الجنسيات. تستغرق الرحلة ما بين نصف ساعة وساعة للوصول إلى شواطئ الجزر، حيث يجد السائح نفسه في عالم مختلف، مع شواطئ رملية ناصعة البياض ومياه شفافة تسمح برؤية الشعاب المرجانية والأسماك الملونة. وعلى الرغم من أن الأجهزة البيئية حرصت على الحفاظ على الطابع الطبيعي للجزر، إلا أنه تم إنشاء منشآت سياحية خفيفة لتلبية احتياجات الزوار، مثل أكشاك لتقديم المشروبات والأطعمة الخفيفة، مما يعزز من تجربة الزائر.
التحديات المستقبلية والحفاظ على البيئة
أكد الدكتور منتصر الحامدي، الاستشاري والخبير البيئي، أن التحول من جزر مهجورة إلى وجهات سياحية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة للاهتمام المتزايد من المستثمرين وشركات السياحة البحرية. ورغم التحديات المتعلقة بالحفاظ على البيئة البحرية، إلا أن هناك التزامًا متزايدًا باستخدام وسائل صديقة للبيئة، مما يعكس رغبة الجميع في تحقيق توازن بين استغلال هذه الجزر سياحيًا وحماية نظامها البيئي الفريد.
جزر الأحلام: الجفتون ومجاويش وتوبيا
تتربع جزيرة الجفتون على عرش السياحة، حيث تُعتبر الأكثر شهرة واستعدادًا لاستقبال السائحين. وقد أُطلق عليها لقب "جوهرة الغردقة"، بفضل منشآتها الخفيفة التي تم بناؤها بعناية. هنا، يمكن للزائر أن يمارس السنوركلينج وسط أسراب الأسماك، أو يستلقي ببساطة ليستمع إلى أصوات البحر والطيور. بينما تحتفظ جزيرة مجاويش بجاذبيتها الخاصة لمحبي مراقبة الطيور، فإن توبيا وطويلة تقدم تجربة أكثر هدوءًا بعيدًا عن الزحام.
مستقبل واعد للسياحة البيئية
مع تزايد الزيارات السياحية إلى هذه الجزر، لم تعد مجرد محطات عابرة، بل أصبحت وجهات مكررة ضمن برامج السائحين، حيث يعود العديد من الزوار الأجانب إليها أكثر من مرة خلال إقامتهم بالغردقة. وفي ضوء ذلك، تخطط شركات السياحة البحرية لإضافة برامج متنوعة تشمل الغوص الليلي ورحلات تعليمية للأطفال، مما يعزز من أهمية هذه الجزر كوجهات سياحية مستدامة.
إن الحفاظ على التوازن بين التنمية السياحية والحفاظ على البيئة سيكون مفتاح المستقبل، حيث قد تتحول الجفتون ومجاويش وتوبيا وطويلة إلى مراكز دولية للتعليم البيئي والبحث العلمي، مما يساهم في تعزيز السياحة المستدامة في البحر الأحمر.
التعليقات