في الذكرى الـ55 لوفاته نتذكر محطات بارزة في مسيرة جمال عبدالناصر الذي ترك بصمة عميقة في تاريخ مصر والعالم العربي فقد قاد ثورة يوليو 1952 التي غيرت مسار البلاد نحو الاستقلال والنهضة كما كان له دور كبير في تعزيز الوحدة العربية وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تحسين حياة الملايين من الناس ورغم التحديات التي واجهها فإن إرثه لا يزال حاضراً في قلوب الكثيرين الذين يؤمنون بأفكاره وقيمه التي سعى لتحقيقها من خلال رؤيته الواضحة لمستقبل أفضل للأجيال القادمة
تحل اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لوفاة الزعيم جمال عبدالناصر، الذي رحل عن عالمنا في 28 سبتمبر 1970، تاركًا وراءه إرثًا سياسيًا وثقافيًا يتجسد في وجدان الشعوب العربية. في مثل هذا اليوم، شهدت مصر جنازة مهيبة تعد من الأكبر في التاريخ الحديث، حيث خرج الملايين إلى الشوارع لتوديع قائد اعتبروه رمزًا للكرامة الوطنية والعزة العربية، فقد كان عبدالناصر مثالًا للتضحية والإصرار على تحقيق العدالة الاجتماعية.

### نشأة جمال عبدالناصر ومراحل حياته.

وُلد جمال عبدالناصر في يناير 1918 بمدينة الإسكندرية، نشأ في بيئة متوسطة، وتنقل مع أسرته بين القاهرة وأسيوط وبني سويف بسبب طبيعة عمل والده في مصلحة البريد، بدأ اهتمامه بالسياسة مبكرًا، خاصة بعد مشاركته في مظاهرات 1935 ضد الاحتلال البريطاني، ليصبح بعد ذلك ضابطًا في الكلية الحربية، حيث أسس مع مجموعة من زملائه حركة الضباط الأحرار التي غيرت مجرى تاريخ مصر.

### الضباط الأحرار وبداية الجمهورية.

في 23 يوليو 1952، قاد عبدالناصر مجموعة الضباط الأحرار التي أسقطت الحكم الملكي، ليبدأ عصر الجمهورية في مصر، حيث تولى اللواء محمد نجيب رئاسة البلاد، لكن سرعان ما برز عبدالناصر كقائد فعلي للثورة، وتولى الرئاسة رسميًا عام 1954.

### تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي.

في عام 1956، أقدم عبدالناصر على تأميم قناة السويس، وهو قرار أحدث تحولًا كبيرًا في تاريخ مصر الحديث، حيث قوبل ذلك بردود فعل عدائية من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، لكن الضغط الدولي أجبر المعتدين على الانسحاب، مما جعل تلك الأزمة انتصارًا سياسيًا ودبلوماسيًا، رسخ صورة عبدالناصر كقائد وطني مدافع عن السيادة والاستقلال.

### إنجازات عبدالناصر الداخلية.

تعددت إنجازات عبدالناصر الداخلية، حيث أطلق العديد من السياسات التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين، من أبرزها الإصلاح الزراعي الذي أعاد توزيع الأراضي الزراعية، وجعل التعليم مجانيًا في كافة مراحله، مما ساهم في فتح أبواب الجامعات لأبناء الطبقات الفقيرة. كما أطلق خططًا طموحة للتصنيع، وأسس مصانع كبرى، مثل مصنع الحديد والصلب، بالإضافة إلى مشروع السد العالي الذي وفر الكهرباء وحمى مصر من الفيضان والجفاف.

### دور عبدالناصر في القضية الفلسطينية.

كان لعبدالناصر دور محوري في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 خلال قمة عربية في القاهرة، حيث أكد على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، مما جعله في صدام دائم مع إسرائيل وحلفائها. ورغم هزيمة يونيو 1967، التي شكلت نقطة تحول مأساوية في مسيرته، إلا أن الشعب خرج في مظاهرات حاشدة رافضًا تنحيه، مما دفعه للاستمرار في قيادة البلاد وإعادة بناء الجيش.

### قالوا عنه.

عقب وفاته، وصف الاتحاد السوفييتي عبدالناصر بأنه قائد النضال ضد الإمبريالية، مشيدًا بدوره في دعم حركات التحرر حول العالم، بينما أكد ياسر عرفات أنه فقد نصير فلسطين الأكبر وقائدًا لا يعوض للأمة العربية.

بهذه الذكرى، يبقى جمال عبدالناصر رمزًا للكرامة والعزة، وتجسيدًا للروح الوطنية التي لا تزال تلهم الأجيال الجديدة في السعي نحو العدالة الاجتماعية والاستقلال.