شهدت الساحة السياسية زيارة مفاجئة لسفير أمريكا في إسرائيل إلى مصر حيث أثارت هذه الزيارة تساؤلات عديدة حول الأهداف الحقيقية وراءها وما يمكن أن تحمله من نتائج على العلاقات بين الدولتين بالإضافة إلى تأثيرها على القضايا الإقليمية الملحة مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة وتهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وإسرائيل في مجالات متعددة بما في ذلك الأمن والاقتصاد وهذا ما يجعل الجميع يتساءل ماذا على الطاولة من نقاشات ومفاوضات قد تغير مجرى الأحداث في المنطقة وتؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل عام.

زيارة السفير الأمريكي إلى القاهرة

من المقرر أن يتوجه السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، وذلك وفقًا لما أعلنه متحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس لصحيفة «نيويورك تايمز» هذه الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل ومصر، وتركز المباحثات بشكل خاص على الحرب في غزة.

أهمية الزيارة وتاريخها

تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لسفير أمريكي لدى إسرائيل إلى مصر منذ عقود، حيث يتوقع أن تشمل لقاءً مع وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، وقد تحدث ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين للصحيفة عن تفاصيل هذه الرحلة المهمة ولم يتضح بعد الدور الذي ستلعبه السفيرة الأمريكية الحالية لدى مصر، هيرو مصطفى غارغ، في هذه المحادثات، كما لم ترد وزارة الخارجية المصرية على الفور على طلبات التعليق.

في وقت سابق، انتقدت مصر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، حيث كان يحتمي بها حوالي مليون فلسطيني، خشية أن تؤدي الأعمال القتالية إلى تدفق مئات الآلاف من سكان غزة إلى سيناء، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا عن مخاوفهم بشأن تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء، بينما أكدت الحكومة المصرية أن هذه التعزيزات تهدف إلى حماية الحدود من جميع التهديدات، نافية أي انتهاك لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979.

خطة ترامب للسلام ودور هاكابي

يتوقع أن يتناول السفير هاكابي التوترات خلال زيارته، كما ستشمل المحادثات مناقشة خطة جديدة لإنهاء الحرب، وقد شارك الرئيس دونالد ترامب هذه الخطة مع قادة عرب ومسلمين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وتتضمن الخطة 21 بندًا تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية.

يُذكر أن هاكابي، الذي عينه الرئيس ترامب سفيرًا لدى إسرائيل، هو مؤيد قوي للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وقد كانت مصر أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام عام 1979، ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين تدريجيًا، رغم أن الحرب الدائرة في غزة أحدثت شرخًا بينهما، وقد لعبت مصر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.