زي النهارده في 29 سبتمبر 1994 فقدت الساحة الفنية الجزائرية واحداً من أبرز نجومها وهو الشاب حسني الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الراي حيث عرف بصوته العذب وكلماته المؤثرة التي تعبر عن مشاعر الشباب وآمالهم وقد شهدت جنازته حضوراً كثيفاً من محبيه وعشاق فنه الذين تجمعوا لتوديع هذا الفنان الكبير الذي رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً فنياً غنياً بالأغاني التي ما زالت تتردد في قلوب عشاقه حتى اليوم ورغم مرور السنوات إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة في الأذهان حيث يستمر تأثيره في الأجيال الجديدة من الفنانين والمستمعين في الجزائر وخارجها.
الشاب حسني: أسطورة الراي الجزائري
ولد الشاب حسني في 1 فبراير 1968 في مدينة وهران، غرب الجزائر، لعائلة فقيرة، حيث كان والده حدادًا. لطالما حلم حسني بأن يصبح نجم كرة القدم، وشارك في أحد الأندية المحلية، لكنه تعرض لإصابة جعلته يعتزل هذه اللعبة. وبعد فترة طويلة في المستشفى، بدأ يستمع إلى أغانٍ لفريد الأطرش مع الأطباء والممرضين، مما ألهمه للانتقال إلى عالم الغناء. ومع زيادة وزنه وفقدانه لياقته البدنية، اتجه نحو الغناء، ليصبح لاحقًا يُلقب بعندليب الراي الجزائري، حيث انضم في صغره إلى فرق فلكلورية وشارك في حفلات الزفاف والسهرات في وهران.
مسيرة فنية مميزة
أطلق الشاب حسني أول ألبوماته مع الشابة الزهوانية في عام 1986، واستمر في إنتاج الألبومات حتى بلغ عددها 160 ألبومًا، تضم أكثر من 900 أغنية. كان لديه القدرة على إعادة تقديم أغانٍ شهيرة بأسلوب الراي، مثل "عمري عمري" و"علشان مليش غيرك" لفريد الأطرش، بالإضافة إلى أغاني جورج وسوف وأغنية مسلسل "ليالي الحلمية". لم يقتصر نجاحه على الجزائر، بل سافر إلى أوروبا وكان من أوائل الفنانين الذين قدموا أغانٍ الراي في الدول الإسكندنافية وأمريكا، حيث حظي بشعبية كبيرة.
حفلة الوداع
تُعد حفلة الشاب حسني الأخيرة في 5 يوليو 1994 بالملعب الأوليمبي 5 في الجزائر العاصمة واحدة من أبرز محطات مسيرته، حيث كانت جزءًا من احتفالات ذكرى الاستقلال. لكن tragically، توفي الشاب حسني في 29 سبتمبر 1994، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى. لا يزال يُعتبر رمزًا للراي الجزائري، ويحتفظ بمكانة خاصة في قلوب محبيه وعشاق الموسيقى.
التعليقات