تعتبر التوهجات الشمسية ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة النشاط الشمسي المتزايد الذي يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة إلى الفضاء مما يؤثر بشكل مباشر على الاتصالات الأرضية حيث يمكن أن تتسبب هذه التوهجات في انقطاعات مؤقتة قد تستمر لساعات أو حتى أيام مما يؤثر على خدمات الإنترنت والهاتف المحمول بالإضافة إلى أن العلماء يراقبون هذه الظواهر بعناية لتقدير مدى قوتها وتأثيرها على البنية التحتية للاتصالات لذا من المهم أن نكون على دراية بهذه الأحداث الفلكية وكيفية الاستعداد لها في حال حدوثها.

نشاط شمسي ملحوظ: توهجات من الفئة M قرب البقعة AR4232

شهدت الشمس في الساعات الماضية نشاطًا ملحوظًا، حيث تم تسجيل توهجين شمسيين متوسطين من الفئة M3.6 وM1.3 صباح اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025، وذلك في محيط البقعة النشطة AR4232، وفقًا لبيانات القمر الصناعي GOES-19، وقد أكدت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك أن التوهجات وقعت بفارق زمني قصير، مما يشير إلى اضطراب متزايد في البنية المغناطيسية للبقعة.

احتمالية حدوث توهجات أقوى

تشير هذه التسلسلات السريعة من التوهجات إلى أن البقعة الشمسية AR4232 قد تدخل مرحلة أكثر نشاطًا، مما يزيد من احتمال حدوث توهجات أقوى خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وقد أظهرت الصور أن بعض البلازما قد اندفعت باتجاه الجنوب من المنطقة النشطة، لكن التقديرات الأولية تفيد بأن الكمية ليست كافية لتشكيل انبعاث كتلي إكليلي باتجاه الأرض بشكل مباشر.

آثار التوهجات الشمسية على الأرض

تعتبر التوهجات من الفئة M قادرة على التأثير على موجات الراديو عالية التردد، مما قد يتسبب في انقطاعات مؤقتة للاتصالات في بعض المناطق القطبية، وتُصنف التوهجات الشمسية بحسب شدة أشعتها السينية إلى الفئة C (ضعيفة) والفئة M (متوسطة) والفئة X (قوية)، وعلى الرغم من أن الفئة M مثل الحدث الحالي قد تكون مؤثرة، إلا أن التأثير يزداد إذا رافقها انبعاث كتلي إكليلي نحو الأرض، وستواصل المراصد الشمسية متابعة الوضع عن كثب لرصد أي مؤشرات على تصاعد النشاط أو نشوء توهجات أكبر، فإذا تأكد حدوث انبعاث كتلي إكليلي نحو الأرض، فقد يؤدي ذلك إلى نشاط ملحوظ في الشفق القطبي وتأثيرات على أنظمة الاتصالات والملاحة.

التوهجان المتتاليان من الفئة M قرب البقعة الشمسية AR4232 يسلطان الضوء على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار الشمسي، واحتمال وقوع توهجات أقوى قائم، مما يجعل الأيام المقبلة تحت المراقبة المستمرة من قبل المراصد الفلكية.