في إحدى الليالي الهادئة في بولاق كانت الأجواء مليئة بالفرحة حيث كان العريس يستعد لزيارة عائلته قبل الزفاف لكن ما حدث كان مأساة غير متوقعة فقد أطلق شخص مجهول ثلاث طلقات خرطوش لتسقط حياة والد العريس وتنتهي فرحة الجميع في لحظة واحدة حيث أصيب سبعة من أهالي المنطقة في هذا الحادث المؤسف الذي هزّ المجتمع وجعل الجميع يتساءل عن أسباب العنف المتزايد في الشوارع وكيف يمكن أن تتحول لحظات الفرح إلى مشاهد حزن وصراخ في غمضة عين مما يترك أثرًا عميقًا في النفوس ويعيد طرح تساؤلات حول الأمن والسلام في المناطق الشعبية.
مأساة قتل والد العريس في بولاق الدكرور
كان «محمود» حديث الزواج، متزوجًا منذ عشرة أيام فقط، يتنفس بصعوبة وسط صدمة عميقة تجتاح ملامحه، وهو يسترجع آخر لحظة جمعته بوالده «دبابس فخري»، الذي كان عاملًا بسيطًا، حيث كان في انتظار زيارة ابنه الجديدة بعد زواجه. لكن القدر كان له رأي آخر، فقد عُثر على والد «محمود» ملقى على درجات منزله، غارقًا في دمائه بعد أن أصابته ثلاث طلقات خرطوش أطلقها جار خلال مشاجرة. كانت تلك اللحظة هي بداية كابوس لن يُنسى، إذ كان «محمود» قد اتصل بوالده ليخبره أنه في الطريق، لكن دقائق التأخير كانت كفيلة بأن تحول تلك الزيارة إلى جنازة.
استعاد «محمود» تفاصيل تلك اللحظة المأساوية، حيث كان والده ينتظر وصوله بقلق، نزل للاطمئنان عليه، لكنه واجه الرصاص. «سمعت صوت الخرطوش، ووجدته ملقى على السلم، غارقًا في دمه»، يقول «محمود» بصوت مختنق، وهو يتذكر كيف حمل والده وركض به إلى المستشفى، لكن الأطباء أخبروه أن الأمل قد فقد، وأن البقاء لله. مشهد مأساوي يتكرر في كل زاوية من زوايا الحي، إذ يروي أحد الشهود كيف بدأت المشاجرة بسبب صراخ جار، وكيف تطورت الأمور بسرعة لتصبح مشهدًا من الفوضى والعنف، حيث أُصيب سبعة من الأهالي في تلك اللحظات المروعة.
تفاصيل المشاجرة وأثرها على المجتمع
تدور أحداث المشاجرة حول «سلامة»، الذي كان يتشاجر مع زوجته في الشارع، و«ربيع»، الذي تدخل لفض النزاع، لكن الأمور تفاقمت سريعًا. ظهر «صايم»، قريب «سلامة»، حاملاً بندقية خرطوش، وأطلق النار عشوائيًا، مما أدى إلى إصابة العديد من الأبرياء، بما في ذلك والد «محمود». شهد أحد الجيران كيف تحولت المنطقة إلى ساحة فوضى، حيث لم يكن أمام الأهالي سوى استخدام الحجارة للدفاع عن أنفسهم، بينما كان الرصاص يتطاير في كل مكان.
تروي الزوجة الحزينة تفاصيل اللحظات الأخيرة لزوجها، الذي لم يكن يستحق أن تنتهي حياته بهذه الطريقة العنيفة. فقدت عائلته الأمل والأمان، بينما يعاني الجيران من آثار تلك الجريمة التي هزت المجتمع. وفي ظل هذه المأساة، يظل «محمود» يتذكر والده الذي كان يتمنى رؤية أحفاده، ويتساءل كيف يمكن أن يتحمل واقع فقدانه في أول أيام زواجه. بينما تستمر التحريات الأمنية، تأمل العائلة في تحقيق العدالة، وتبحث عن إجابات تفسر تلك اللحظات المروعة.
دعوات للعدالة في ظل الفوضى
توجهت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث تم ضبط المتورطين في الواقعة، وأكد الشهود أن «صايم» أطلق النار عمدًا، مما أدى إلى تحول الحي إلى مشهد من الرعب والفوضى. تتذكر إحدى الجارات تلك الليلة السوداء، حيث لا يزال الدم على الجدران، ويعاني الجميع من آثار الصدمة. بينما تتطلع الزوجة إلى تحقيق العدالة، تروي كيف عاش زوجها حياة بسيطة، وتطلب فقط حقه، مشددة على أن العنف لا يمكن أن يكون الحل. في النهاية، يبقى الأمل معلقًا في قلوب من فقدوا أحباءهم، بينما يتطلعون إلى غدٍ أفضل بعيدًا عن الفوضى والعنف.
«عاطف» الذي فقد عينه اليمنى رفقة «علي» المصاب في الحادث- تصوير: محمد القماش
التعليقات