عندما يواجه المسلم سؤال أسدد ديني أم أخرج الزكاة فإن الأمر يتطلب تفكيراً عميقاً في الأولويات المالية والالتزامات الدينية فكل من سداد الدين وإخراج الزكاة لهما أهمية خاصة في حياة المسلم ولكن يجب مراعاة الظروف الشخصية والمالية ففي بعض الحالات قد يكون سداد الدين أكثر إلحاحاً بينما في حالات أخرى قد تكون الزكاة واجبة ولا يمكن تأخيرها لذا يُنصح بالتشاور مع أهل العلم أو أعضاء مركز الأزهر للحصول على إرشادات دقيقة تناسب الحالة الفردية وتساعد في اتخاذ القرار الصحيح الذي يجمع بين الالتزام الديني والواجبات المالية.
أهمية سداد الدين قبل الزكاة
أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن سداد الدين يأتي في مقدمة الأولويات قبل إخراج الزكاة إذا حل وقت سداد الدين، وذلك لأن حقوق العباد مبنية على المشاحة، وصاحب الحق غالبًا ما يكون حريصًا على استرداد ماله، على عكس حقوق الله التي تقوم على المسامحة، وفي حالة إمكانية تأجيل سداد الدين باتفاق مع صاحبه، يجوز إخراج الزكاة أولًا، مما يعكس أهمية تنظيم الأمور المالية بطريقة تتماشى مع القيم الدينية.
شروط وجوب الزكاة
خلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج «حواء»، الذي يُبث على قناة الناس، أكدت الدكتورة هبة أن سداد الدين قبل موعد إخراج الزكاة قد يؤدي إلى نقص المال عن النصاب، مما يسقط الزكاة، بينما إذا بقي المال بعد سداد الدين وبلغ النصاب عند حلول الحول، فإن الزكاة تجب على القدر المتبقي فقط، وهذا يعني أن من الضروري التأكد من استيفاء الشروط اللازمة لوجوب الزكاة، مثل أن يكون المال فاضلاً عن الحاجات الأساسية كالمأكل والمشرب والملبس.
الزكاة بين الرجال والنساء
كما أشارت الدكتورة هبة إلى عدم وجود فرق بين الرجل والمرأة في أحكام الزكاة متى اكتملت الشروط، إلا في زكاة الفطر التي تُخرج عن المرأة ممن تلزمه نفقتها مثل الزوج أو الأب، بينما تجب الزكاة على أموالها الخاصة إذا كانت تملك نصابًا، واستشهدت بحديث النبي ﷺ: «اتجروا في أموال اليتامى حتى لا تأكلها الصدقة»، مما يوضح أن الزكاة تجب حتى في مال الصبي إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، ويخرجها وليّه، مما يدل على عموم حكم الزكاة وعدم ارتباطه بسن أو جنس، وهذا يعكس أهمية الالتزام بالزكاة كفريضة دينية واجبة.
التعليقات