يشهد مهرجان وارسو السينمائي العرض العالمي الأول للفيلم الفلسطيني «نهاية» الذي يعد خطوة بارزة في مسيرة السينما الفلسطينية حيث يجسد الفيلم قضايا معقدة تتعلق بالهوية والوجود ويجمع بين الإبداع الفني والرسائل الإنسانية العميقة ويعكس تجارب الشعب الفلسطيني من خلال سرد قصصي مؤثر مما يجعله محط اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء ويعزز من مكانة السينما الفلسطينية في الساحة العالمية حيث يساهم هذا العرض في تعزيز الحوار الثقافي ويعكس التنوع الفني الذي تتميز به السينما المعاصرة في المنطقة.

الفيلم الفلسطيني "نهاية" في مهرجان وارسو السينمائي

يحتفل الفيلم الفلسطيني القصير "نهاية" للمخرج ورد كيّال بعرضه العالمي الأول في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة بالدورة الـ41 من مهرجان وارسو السينمائي، والذي يُقام في الفترة من 10 إلى 19 أكتوبر الجاري، حيث يُعتبر هذا الحدث منصة مهمة لعرض الأفلام المميزة من جميع أنحاء العالم.

قصة الفيلم ودلالاته

تدور أحداث الفيلم حول رجل يحاول إشعال سيجارته في ليلة عاصفة بشوارع مدينة حيفا الخالية، بينما يواجه صعوبات بسبب الرياح والمطر، وفي خضم هذه المحاولات، يظهر شخص غريب ليعرض عليه المساعدة، ومن خلال هذا المشهد البسيط، يعكس الفيلم نقدًا عميقًا لموقف الفلسطينيين خارج غزة تجاه العجز والتقصير بحق أهلها، كما تم تصوير العمل بلقطة واحدة متواصلة، مما يُظهر التحدي التقني والإبداعي الذي واجهه المخرج وفريقه.

رؤية المخرج ورد كيّال

وعن رؤيته الفنية، يوضح كيّال أن الفلسطينيين في الداخل يعيشون حياتهم اليومية رغم ما يحدث في غزة، حيث يتواصلون مع أصدقائهم وعائلاتهم، إلا أن السياسة الاستعمارية تؤثر على عقولهم وتفصلهم عن بعضهم البعض، مما يُمحو شعورهم بالانتماء، ويؤكد على أهمية انتقاد الذات كجزء من معالجة هذا الواقع، مع إدراك أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الاحتلال.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم من تأليف وإخراج ورد كيّال، وإنتاج دونا حوّا، وتصوير أشرف دواني، ومونتاج نور أبو كمال، وهندسة الصوت إلياس عبد المالك، مما يعكس الجهد الجماعي الكبير الذي بُذل في إنتاج هذا العمل الفني المميز.