يعتبر خبير الأمصال أن ترك الأطفال دون لقاح يعد مخاطرة كبيرة تتجاوز بكثير أي أعراض جانبية قد تحدث نتيجة اللقاحات فعندما نتحدث عن صحة الأطفال فإن الوقاية من الأمراض المعدية تصبح أولوية قصوى حيث أن اللقاحات تلعب دوراً أساسياً في حماية الأطفال من الأمراض الخطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال والتي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة لذا من المهم أن نفهم أن الفوائد التي تقدمها اللقاحات تفوق بكثير المخاطر المحتملة التي قد يثيرها البعض وعليه يجب على الآباء اتخاذ قرارات مستنيرة لضمان صحة وسلامة أطفالهم من خلال الالتزام بجدول اللقاحات المعتمد والموصى به من قبل الأطباء المتخصصين في هذا المجال.

أهمية التطعيمات في حماية الأطفال من الأمراض

أكد الدكتور مصطفى المحمدي، استشاري الباطنة وخبير الأمصال واللقاحات، أن التطعيمات تمثل خط الدفاع الأول ضد الأمراض المعدية، فهي الوسيلة الأكثر أمانًا وفاعلية لحماية الأطفال والطلاب من الفيروسات والبكتيريا، دون التعرض لمخاطر الإصابة أو نقل العدوى، وهذا ما يجعلها ضرورية في كل مرحلة من مراحل التعليم.

حملة التطعيمات الجديدة مع بداية العام الدراسي

في مداخلة هاتفية مع برنامج "ملفات طبية" على قناة "الشمس"، أشار المحمدي إلى أن وزارة الصحة تستهدف بدء حملة تطعيم جديدة مع بداية العام الدراسي، حيث تشمل الفئات العمرية الأولى من كل مرحلة دراسية، بما في ذلك أطفال الروضة "كي جي 1"، والصف الأول الابتدائي، والصف الأول الإعدادي، وذلك بتطعيم "السحائي الثنائي" ضد التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، وهي الأمراض الأكثر شيوعًا بين هذه الفئات العمرية.

تعزيز المناعة للأطفال في الصفوف الابتدائية

أضاف المحمدي أن الحملة تشمل أيضًا تلاميذ الصفين الثاني والرابع الابتدائي، حيث يحصل هؤلاء الأطفال على جرعة منشطة من التطعيم الثنائي البكتيري (التيتانوس والدفتيريا)، وذلك لضمان تعزيز مناعتهم خلال سنوات التعليم الأساسي، كما أوضح أن الحملة تأخذ بعين الاعتبار الحالات الخاصة للطلاب المتسربين أو الذين لم يتلقوا الجرعات في الأعوام السابقة، حيث يمكن لأولياء الأمور إخطار فرق التطعيم داخل المدارس لتدارك ذلك.

تطمينات حول سلامة اللقاحات

فيما يتعلق بالمخاوف التي أثارتها بعض حالات الوفاة مؤخرًا، شدد المحمدي على أن اللقاحات المستخدمة في الحملات القومية آمنة تمامًا، وقد تم اختبارها على ملايين الأطفال حول العالم لعشرات السنين دون تسجيل مخاطر تستدعي القلق، وأكد أن الأعراض الجانبية للتطعيمات إن وجدت تكون بسيطة وغير مؤثرة، مقارنة بخطورة ترك الأطفال دون حماية مما يعرضهم لانتكاسة الأمراض المعدية وانتشارها مرة أخرى، وختم برسالة طمأنة لأولياء الأمور، قائلًا إن التطعيمات تعتبر درع حماية لأبنائنا، وأي مخاوف غير علمية من أخذها قد تحرم الأطفال من فرصة الوقاية، وتفتح الباب لعودة أمراض خطيرة اندثرت بفضل برامج التطعيم.