يحتفل العديد من المثقفين هذا العام بذكرى رحيل فتحي رضوان الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم الثقافة والفكر على مدار 37 عامًا منذ وفاته حيث كان يُعرف بلقب “المثقف الشامل” لما قدمه من إسهامات في مجالات متعددة مثل الأدب والفن والسياسة وقد كان له دور بارز في إثراء الحياة الثقافية في بلاده من خلال كتاباته ومحاضراته التي لا تزال تُذكر حتى اليوم إن إرثه الفكري يستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من المثقفين الذين يستلهمون من أفكاره ورؤاه في مواجهة التحديات الثقافية المعاصرة ويعتبر فتحي رضوان رمزًا للإنسان الذي سعى دائمًا للمعرفة والبحث عن الحقيقة في عالم مليء بالتعقيدات والتغيرات السريعة.
فتحى رضوان: المثقف الشامل وتأثيره في التاريخ المصري
فتحى رضوان، شخصية فريدة من نوعها في عالم الثقافة والسياسة المصرية، يُعتبر نموذجاً حقيقياً للمثقف الشامل، حيث ترك بصمة واضحة في التاريخ المصري المعاصر من خلال نضاله المستمر من أجل الحرية والاستقلال. بدأ مسيرته في النضال الوطني ضد الملك فؤاد، واستمر في ذلك حتى وفاته في الثاني من أكتوبر عام 1988، وكان له دور بارز كأول وزير للثقافة والإرشاد في حكومة ثورة يوليو، ورغم جهوده العظيمة، إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون عنه شيئاً.
غلاف الكتاب
فتحى رضوان، المناضل الوطني والسياسي والكاتب والمفكر، أثرى الحياة الثقافية بكتاباته الوطنية التي تربت عليها أجيال عديدة، فقد كان المحامي الذي دافع عن أصحاب الرأي، والفنان الأديب، والكاتب المسرحي، والمحلل التاريخي، والناقد السياسي، وقد نال محبة واحترام خصومه قبل محبيه، وقد وصفه الكاتب والناقد غالي شكري بـ "المثقف الشامل" الذي لم يكن مجرد سياسي بل كان مثقفاً في المقام الأول، حيث كان يحقق ذاته الثقافية من خلال العمل السياسي.
غلاف الكتاب
فتحى رضوان نشأ في بيئة وطنية، حيث كانت أمه تُعتبر مدرسة في الوطنية، وقد تأثرت رؤيته بتيارات فكرية مختلفة في حي السيدة زينب، الذي عاش فيه، حيث كان يضم رجال فكر وأدب بارزين مثل توفيق الحكيم وإبراهيم المازني، وقد ساهمت هذه البيئة في تشكيل وعيه الوطني. بعد تخرجه من كلية الحقوق، أسس حزب مصر الفتاة، وعُرف بمواقفه ضد الاحتلال، حيث تعرض للاعتقال عدة مرات بسبب معارضته للسياسات الحكومية، وكتب العديد من المؤلفات التي تجاوزت الخمسين، والتي تناولت مواضيع عديدة من الحرية الوطنية إلى التحليل السياسي.
فتحى رضوان لم يكن مجرد سياسي، بل كان جزءاً من الحركة الثقافية والفكرية في مصر، حيث أبدع في مجالات متعددة، وترك إرثاً ثقافياً غنياً، وعند خروجه من المعتقل، استمر في الكتابة والمشاركة في الحياة العامة، حتى أصبح "شيخ المعارضين" بعد أحداث سبتمبر 1981. توفي رضوان في 2 أكتوبر 1988، تاركاً وراءه إرثاً ثقافياً وسياسياً يستحق أن يُحتفى به ويدرس.
التعليقات