اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة تؤثر على العديد من الأمهات بعد إنجاب الطفل ويؤدي إلى فقدان الإرادة والشعور باليأس مما يؤثر على حياتهن اليومية وعلاقتهن بأطفالهن لذلك ينصح الاستشاريون بضرورة التحدث مع مختص نفسي للحصول على الدعم المناسب كما يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية المعرفية في تحسين الحالة النفسية بالإضافة إلى أهمية ممارسة الرياضة والتواصل مع الأهل والأصدقاء للحصول على الدعم العاطفي اللازم للتغلب على هذه المرحلة الصعبة وتحقيق التوازن النفسي والعودة إلى الحياة الطبيعية.

الاكتئاب بعد الولادة: فهم وتأثيرات

قال الدكتور عمرو يسري، استشاري الطب النفسي، إن الاكتئاب بعد الولادة يُعد من أنواع الاكتئاب الكلاسيكية، ويختلف تأثيره من امرأة لأخرى حسب شدته، حيث إن المرحلة الأولى من هذا الاكتئاب غالبًا ما يمكن التغلب عليها بالإرادة الشخصية والنشاط البدني، مثل ممارسة الرياضة المكثفة أو الخروج في نزهات قصيرة مع الطفل، أو الانخراط في أنشطة تعليمية وتربوية، وكل ذلك يساعد على تحسين المزاج وتخفيف الشعور بالاختناق والضغط النفسي.

علامات الاكتئاب بعد الولادة

أضاف الدكتور يسري خلال ظهوره في برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أن بعض الأمهات قد يشعرن برغبة دائمة في البكاء، أو شعور بالذنب أو الارتباك، خاصة إذا كانت تجربة الأمومة جديدة تمامًا، وفي مثل هذه الحالات، يُنصح باللجوء إلى دعم متخصص من أطباء الرضاعة أو مختصين نفسيين، كما يمكن الاستعانة بأدوية آمنة أثناء الرضاعة عند الحاجة، مع ضرورة متابعة الحالة بشكل مستمر لضمان سلامة الأم.

أهمية الدعم الأسري والمراقبة

وأشار يسري إلى أن الاكتئاب الشديد بعد الولادة قد يؤدي إلى فقدان الإرادة، مما يجعل العلاج الذاتي غير كافٍ، ويتطلب تدخلًا طبيًا باستخدام الأدوية المناسبة، كما حذر من أن عدم تفهم الأزواج لهذه الحالة قد يزيد من الضغط النفسي على الأم، لذا فإن دعم الزوج والأسرة يعد أمرًا ضروريًا لتجاوز هذه المرحلة، وأكد على أهمية الوعي بالأعراض المبكرة لاكتئاب ما بعد الولادة، ومراقبة الحالة النفسية بعد الولادة، مع ضرورة البحث عن الدعم المهني عند زيادة شدة الاكتئاب أو ظهور الوساوس أو الانفعال المستمر، لضمان سلامة الأم والطفل معًا.