نتنياهو ودبلوماسية الاعتذار بعد الهجوم تمثلان مرحلة جديدة في العلاقات الدولية حيث تسعى إسرائيل إلى تحسين صورتها في العالم العربي وفي المجتمع الدولي بشكل عام وقد شهدنا دولتين سبقتا قطر في هذا السياق إحداهما عربية والأخرى غير عربية حيث استخدمت تلك الدول دبلوماسية الاعتذار كوسيلة لتخفيف التوترات وتعزيز التعاون وهذا يعكس أهمية الاعتذار في بناء الثقة بين الدول وفتح آفاق جديدة للحوار والتفاهم في منطقة تعاني من صراعات مستمرة وتحديات متعددة مما يجعل من الضروري على الدول أن تتبنى سياسات تعزز من السلام والاستقرار في المنطقة.

اعتذار نتنياهو لقطر: خطوة نحو تحسين العلاقات

أكد البيت الأبيض، يوم الإثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم اعتذارًا رسميًا إلى قطر، وذلك على خلفية الضربة الجوية التي استهدفت الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، حيث عبّر نتنياهو عن أسفه العميق لما وصفه بـ"الخطأ غير المقصود" الذي أسفر عن مقتل عسكري قطري، في خطوة قد تُعتبر محاولة لتخفيف التوترات بين الجانبين.

رد قطر على الضربة الجوية

قطر، التي لعبت دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة على مدار العامين الماضيين، أعربت عن استيائها الشديد بعد الهجوم، حيث وصفت الضربة بأنها "عمل عدواني غادر يمثل إرهاب دولة"، وأكدت في بيان رسمي أن هذا الاعتداء لا يُعد فقط استهدافًا لأراضيها، بل هو تعدٍ واضح على مبدأ الوساطة الذي كان قائمًا مع إسرائيل في ملفات إنسانية حساسة، متعهدةً باتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية أمنها وسلامتها.

الاعتذارات السابقة لنتنياهو

لا يُعتبر الاعتذار الإسرائيلي الأخير سابقة تاريخية، بل هو جزء من سلسلة طويلة من الاعتذارات الرسمية التي قدّمها نتنياهو خلال مسيرته السياسية، فقد سبق أن اعتذر في عام 2013 لتركيا بسبب الهجوم على سفينة مافي مرمرة، الذي أسفر عن مقتل عدد من النشطاء الأتراك، كما اعتذر في عام 1997 للعاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال بعد فشل محاولة الموساد اغتيال قيادي في حركة حماس، وهو ما كاد أن يؤدي إلى قطيعة دبلوماسية بين البلدين.

في سياق هذا الاعتذار، أوضح بيان البيت الأبيض أن نتنياهو لم يكتفِ بتقديم العزاء، بل أكد أيضًا أن إسرائيل ارتكبت انتهاكًا غير مقصود لسيادة قطر، عندما استهدفت موقعًا يرتبط بقيادة حماس خلال مفاوضات حساسة بشأن تبادل الأسرى، مما يعكس تعقيدات العلاقات بين الدول في المنطقة.