مدير المدرسة «المتحرش» له وجهان حيث يظهر في واجهة التعليم كقدوة للطلاب بينما يخفي خلف هذا القناع سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع القيم التربوية التي يجب أن يتحلى بها أي مسؤول في مؤسسة تعليمية فقد أثارت واقعة طالبة شبين القناطر جدلاً واسعاً حول مسؤولية الإدارة التعليمية في حماية الطلاب من أي تحرش أو اعتداء وضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي شخص ينتهك حقوقهم مما يعكس أهمية التوعية حول هذه القضايا في المدارس وتعزيز ثقافة الاحترام والأمان بين الطلاب والمعلمين والعمل على تطوير برامج توعوية تساهم في خلق بيئة تعليمية آمنة للجميع.
حادثة تحرش في شبين القناطر: أبعاد اجتماعية ونفسية
علق الدكتور طارق إلياس، خبير علم الاجتماع، على واقعة اتهام مدير مدرسة بالتحرش بإحدى الطالبات في شبين القناطر بمحافظة القليوبية، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة تعكس انتشار بعض الأمراض المجتمعية، والتي كانت موجودة في السابق ولكن كان هناك صمت حولها، مما يستدعي الوقوف عندها وتحليل أسبابها وأبعادها.
ضرورة الكشف النفسي على العاملين في التعليم
أضاف إلياس خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة عبدالجواد في برنامج «حوار الساعة» على قناة «هي»، أن سلوك مدير المدرسة، الذي يعكس انحرافًا في شخصيته، يستدعي ضرورة إجراء كشوف نفسية على العاملين في مجال التعليم، لضمان سلامة الطلاب وحمايتهم من أي سلوكيات غير مقبولة، حيث أكد أن هذا الكشف يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من إجراءات التوظيف في المدارس.
التأثير النفسي على الضحية وأهمية الدعم
شدد خبير علم الاجتماع على أهمية مراعاة صحة الضحية النفسية، مشيرًا إلى أن هذه الحادثة قد تؤثر بشكل عميق على نظرتها تجاه الرجال وثقتها بهم، لذا من الضروري تقديم الدعم النفسي اللازم لها لمساعدتها في تجاوز هذه الأزمة، وأوضح أن التحرش هو شكل من أشكال الحرمان، وأن الشخص المتحرش يمتلك سلوكًا إجراميًا يتجاوز كونه مجرد مريض نفسي.
الإجراءات القانونية المتخذة
تجدر الإشارة إلى أن نيابة شبين القناطر قررت حبس مدير المدرسة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما أعلن مصطفى عبده، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، تشكيل لجنة لمتابعة التحقيقات حول هذه القضية، مع اتخاذ إجراءات عاجلة لاستبعاد المدير وتعيين مدير آخر لحين الانتهاء من التحقيقات. كما أكدت المديرية أنها تتابع سير التحقيقات عن كثب، ولن تتهاون في اتخاذ أي قرار يحفظ حقوق الطلاب وأولياء الأمور.
التعليقات