في اليوم العالمي للمترجم نحتفل بدور المترجمين الذين يسهمون في نقل الثقافات والمعارف بين اللغات المختلفة ومع تقدم التكنولوجيا أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من عملية الترجمة حيث ساعد في تسريع العمل وتحسين دقته ولكن في الوقت نفسه أثار تساؤلات حول مستقبل المترجمين البشريين وكيفية تأثير هذه التكنولوجيا على جودة الترجمة وفهم السياقات الثقافية المعقدة فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات فعالة للمترجمين فإنه لا يمكنه استبدال الإبداع والتفكير النقدي الذي يجلبه المترجم البشري في تفسير النصوص لذا يجب أن نتأمل كيف يمكن لهذه التقنيات أن تكمل عمل المترجمين بدلاً من استبدالهم في عالم يتطلب تواصلاً فعالاً وفهماً عميقاً بين الثقافات المختلفة.
الذكاء الاصطناعي والترجمة: هل يمكن أن يحل محل المترجم البشري؟
شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أُطلقت العديد من الأدوات والتطبيقات التي تساهم في مجالات الكتابة والترجمة، وتوفر برامج الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلولًا سريعة ودقيقة لترجمة النصوص بين مختلف اللغات، مما يثير تساؤلات حول إمكانية استبدال المترجم البشري بهذه الأدوات، وهل بإمكان الذكاء الاصطناعي تقديم ترجمة ثقافية دقيقة تتماشى مع القواعد العلمية للترجمة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة المترجم
يحتفل العالم في 30 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للترجمة، وقد أبدى عدد من المترجمين آراءهم حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الترجمة، حيث يرى البعض أن هذه التقنية أثرت بشكل إيجابي على سرعة وجودة الترجمة، بينما يعتبرها آخرون مجرد أداة مساعدة ولا يمكن أن تحل محل المترجم البشري. يشير الدكتور أحمد المحمدي، مدرس اللغة الأوردية بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه الوصول إلى المصطلحات والتراكيب بسرعة أكبر من المترجم البشري، لكنه يضيف أن تأثيره لا يزال محدودًا في بعض اللغات، مثل اللغات الأفريقية والأوردية والهندية، ولكنه يتوقع أن يتحسن هذا التأثير في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي: أداة مساعدة لا بديل
من جانبه، يرى الدكتور كرم عباس، المترجم وأستاذ الفلسفة بكلية الآداب في جامعة القاهرة، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل المترجم البشري، فهو أداة تساعد المترجم فقط، مشيرًا إلى أن استخدام أدوات مساعدة في الترجمة ليس بالأمر الجديد، فقد كان المترجمون يعتمدون سابقًا على ناطقين باللغة أو قواميس ومعاجم لتسهيل عملهم، وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي يمثل تطورًا طبيعيًا في هذا السياق. كما يوضح الدكتور أنور مغيث، المترجم وأستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، أن الذكاء الاصطناعي يساعد المترجم في تكوين ذاكرته الخاصة، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى مستوى الترجمة البشرية بسبب الأخطاء التي قد تظهر في النصوص المترجمة.
في النهاية، يبقى المترجم البشري عنصرًا أساسيًا في عملية الترجمة، حيث تتطلب الترجمة الثقافية والعلمية فهماً عميقًا للمعاني والسياقات، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة قيمة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه كبديل كامل للمترجم البشري.
التعليقات