يعاني نحو 750 ألف شخص في فرنسا من ظاهرة الاحتضار الاجتماعي التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية حيث يشعر هؤلاء الأفراد بالعزلة والافتقار إلى التواصل مع ذويهم وأفراد أسرهم مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر الوحدة والقلق لديهم وبالرغم من الجهود المبذولة للتصدي لهذه الظاهرة فإن الكثيرين لا يرون نسلهم أو يفتقدون الروابط الاجتماعية الضرورية التي تساعد على تحسين نوعية حياتهم مما يستدعي ضرورة التفكير في حلول فعالة لمواجهة هذا التحدي الاجتماعي الذي يتزايد يوماً بعد يوم.
ارتفاع معدلات الشعور بالوحدة بين كبار السن في فرنسا
حذرت جمعية "لي بوتي فرير دي بوفر"، المعروفة بـ "الاتحاد الدولي للأخوة الصغار للفقراء"، من تفشي ظاهرة الوحدة بين كبار السن في فرنسا، حيث ارتفعت نسبة الشعور بالوحدة الشديدة بنسبة 150% خلال السنوات الثماني الماضية، وهو ما يعتبر مؤشراً مقلقاً على تدهور العلاقات الاجتماعية في المجتمع الفرنسي.
"موت اجتماعي" يهدد 750 ألف شخص
تشير التقارير إلى أن حوالي 750 ألف من كبار السن يعيشون في حالة "موت اجتماعي"، مما يعني أنهم لا يتواصلون مع أحد على الإطلاق أو نادراً ما يلتقون بأشخاص آخرين، وفقًا لوكالة "فرانس برس". وفي دراسة أجراها معهد CSA في أبريل الماضي، وُجد أن هؤلاء الأشخاص يمثلون 4% من أصل 18 مليون شخص فوق سن الستين في فرنسا، حيث تقتصر علاقاتهم الاجتماعية على محادثات عابرة أو نزهات نادرة مع الجيران.
تزايد خطر "الموت الاجتماعي" وعوامل التأثير
تشير الدراسة إلى أن حالات "الموت الاجتماعي" في تزايد مستمر، حيث ارتفع عدد كبار السن الذين يعانون من هذه الحالة بنسبة 42% مقارنةً بعام 2021، الذي شهد تفشي جائحة كوفيد-19. كما توضح الأرقام أن حوالي مليون ونصف مليون من كبار السن لا يرون أبناءهم أو أحفادهم إطلاقاً، بالإضافة إلى وجود 3.2 مليون شخص بلا أبناء أو أحفاد. وتعتبر الجمعية أن غياب الأسرة القريبة، وعدم استخدام الإنترنت، وانخفاض الدخل، وفقدان الاستقلال، كلها عوامل خطر تؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة، حيث أكد إيف لاسنييه، رئيس الجمعية، أن نقص الدعم المالي يؤثر سلباً على أنشطة الجمعيات التي تقدم الدعم لكبار السن.
إن الوعي بهذه القضايا يعد خطوة مهمة نحو تحسين حياة كبار السن في المجتمع، ويجب أن نعمل جميعاً على تعزيز العلاقات الاجتماعية ودعمهم في مواجهة هذه التحديات.
التعليقات