أستاذ علم اجتماع يوضح أن السوشيال ميديا والدراما لهما تأثير كبير على توقعات الأفراد خلال فترة الخطوبة والحياة الزوجية حيث تعكس هذه الوسائط أشكالًا مثالية للعلاقات مما يؤدي إلى تضارب بين ما يتوقعه الأزواج وما يواجهونه في الواقع تتسبب هذه الفجوة في زيادة الضغوط النفسية والاجتماعية على الأزواج الجدد مما يستدعي ضرورة التوعية حول أهمية الواقعية في العلاقات الزوجية وعدم الانسياق وراء الصور النمطية التي تروجها وسائل الإعلام المختلفة مما يعزز من فهم أفضل لطبيعة الحياة الزوجية الحقيقية والتحديات التي قد تواجه الأزواج في مسيرتهم معًا.
ارتفاع معدلات الطلاق: حقيقة أم حالات فردية؟
أكدت الدكتورة هند فؤاد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن ما يتردد حول ارتفاع معدلات الطلاق السريع خلال السنوات الأولى من الزواج لا يمكن اعتباره ظاهرة عامة، بل هو عبارة عن حالات فردية تختلف أسبابها من أسرة لأخرى، خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" الذي يُعرض على قناة الناس، أشارت إلى أن الإحصاءات تُظهر أن نسب الطلاق بين حديثي الزواج في عام 2021 بلغت 14.7% في المدن، و3.3% في المناطق الحضرية الصغيرة، و1.9% في الريف، من بين كل 1000 زيجة، مما يعني أن الأمر لا يزال في نطاق الحالات الفردية وليس ظاهرة عامة.
أسباب الطلاق: من التوافق إلى التحديات الاجتماعية
أوضحت الدكتورة فؤاد أن كل حالة طلاق لها أسبابها الخاصة، والتي قد تكون متشابكة أو متداخلة، ومن أبرز تلك الأسباب عدم التوافق بين الطرفين، واختيار شريك الحياة بناءً على أسس غير متوازنة، بالإضافة إلى تدخل الأسر الممتدة في حياة الزوجين، خاصةً عند الإقامة بالقرب من الأهل أو في نفس العقار، كما لفتت إلى أن التحديات التكنولوجية وتأثيرها السلبي على العلاقات الأسرية لعبت دورًا بارزًا في زيادة المشكلات، إلى جانب غياب لغة الحوار بين الأزواج، وضعف تحمل بعض الأجيال الجديدة لمسؤولية الأسرة.
تأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية
أشارت الدكتورة فؤاد أيضًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مثل ارتفاع معدلات البطالة وندرة فرص العمل، تُعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الطلاق، فضلاً عن الانحراف السلوكي وتعاطي المخدرات، كما أكدت أن وسائل التواصل الاجتماعي والدراما قد ساهمت في تضارب التوقعات بين فترة الخطوبة والحياة الزوجية، حيث ترسم صورة مثالية أو خيالية بعيدة عن الواقع، مما يخلق فجوة كبيرة عند الاصطدام بالحياة العملية، خاصةً بين الأجيال الجديدة، مما يستدعي ضرورة تعزيز الوعي حول أهمية التفاهم والتواصل في العلاقات الزوجية.
التعليقات