تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر أرتالاً عسكرية تركية تدخل شمال سوريا مما أثار تساؤلات عديدة حول الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة هذه الصورة تبرز التحركات العسكرية التركية التي تأتي في سياق توتر الأوضاع الحدودية وتعكس الاستراتيجيات المتبعة من قبل أنقرة لحماية مصالحها الوطنية في ظل التحديات المتزايدة كما أن هذه التحركات قد تؤثر على التوازنات السياسية في شمال سوريا وتزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة مما يستدعي متابعة دقيقة للأحداث والتطورات القادمة.
حقيقة الصورة المتداولة حول الأرتال العسكرية التركية في شمال سوريا
تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصتي “فيس بوك” و”إكس”، صورة زعم ناشروها أنها تظهر دخول أرتال عسكرية تركية تتجه نحو شمال سوريا، وأشار البعض إلى أنها مؤشرات محتملة لضربة على قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مع نهاية العام، حيث جاء في أحد التعليقات: “أرتال عسكرية تركية مع معدات جديدة تتجه نحو شمال سوريا، مؤشرات لضربة على قسد قريبة مع نهاية العام أو قبلها”
حقيقة الصورة المتداولة لـ دخول أرتال عسكرية تركية نحو شمال سوريا
رصد فريق “تدقيق المعلومات” في “إقرأ نيوز” انتشار هذه الصورة عبر 5 حسابات على منصتي “فيس بوك” و”إكس”، وقد بلغت تفاعلاتها أكثر من 70 ألف مشاهدة، و3106 إعجابًا، و143 تعليقًا، و124 مشاركة، مما يعكس حجم الاهتمام الكبير بهذه القضية.
تدقيق المعلومات يكشف الحقيقة
بعد إجراء تحقيق شامل، تبين أن الصورة المتداولة قديمة، حيث تعود إلى عام 2018، عندما وصلت وحدات عسكرية تركية إلى الحدود السورية بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق عملية شرق الفرات، والتي كانت تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية، والتي تعتبرها أنقرة تهديدًا لأمنها القومي، حيث كان الهدف من هذه العملية هو منع قيام ممر مسلح على حدود تركيا، وإنشاء منطقة آمنة تتيح عودة اللاجئين السوريين.
وسائل الإعلام التركية أفادت بأن الأرتال العسكرية التي تم تداولها ضمت تعزيزات عسكرية تشمل آليات مدرعة، ووحدات من قوات الكوماندوز، بالإضافة إلى عناصر من وحدات العمليات الخاصة للدرك، التي وصلت من مناطق مختلفة داخل تركيا.
حقيقة الصورة المتداولة لـ دخول أرتال عسكرية تركية نحو شمال سوريا
دعم تركيا للجهود السورية
في سياق متصل، أفادت وكالة “الأناضول” التركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان التقى نظيره السوري أحمد الشرع في نيويورك، حيث أكد دعم أنقرة لكل الجهود التي تحترم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأوضح أردوغان أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” يجب أن تلتزم بالاتفاق المبرم في مارس الماضي، والذي يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية ضمن مؤسسات الدولة، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
أردوغان أشار إلى أن “تركيا تراقب التطورات في المنطقة عن كثب، وتنظر بإيجابية إلى جميع المبادرات القائمة على وحدة الأراضي السورية وسيادتها”.
وفي إطار تعزيز الأمن، صرح مصدر عسكري في وزارة الدفاع السورية، بأن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي جرى تأمينه بعد نشر عربات مدرعة تركية داخله، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة تعزيزات عسكرية تركية متزايدة في مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي الحسكة، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة.
تظل الأحداث تتطور في سوريا، مما يستدعي متابعة دقيقة من جميع الأطراف المعنية، حيث تتزايد التوترات وتتداخل المصالح، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
التعليقات