دعها يا عمر فإن العهد قريب والمصيبة شديدة فاتباع النساء الجنائز موضوع يثير الكثير من النقاشات في المجتمع الإسلامي حيث تعتبر الجنائز من الأمور المهمة التي تتطلب الاحترام والتأمل في الموت والحياة فبعض الفقهاء يرون أنه يجوز للنساء حضور الجنائز في حين يعتقد آخرون أن ذلك غير مستحب لذلك يجب على النساء أن يتفهمن حكم اتباع الجنائز وأن يراعوا العادات والتقاليد المتبعة في مجتمعاتهن بالإضافة إلى أهمية استحضار النية الصادقة عند حضور الجنائز لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقديم الدعم لأسر المتوفين في أوقاتهم الصعبة مما يساهم في تحقيق التعاطف والمواساة بين الناس.

حكم اتباع المرأة للجنازة حتى المقابر

أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال يتعلق بحكم اتباع المرأة للجنازة حتى المقابر، موضحًا أن هذا الموضوع يثير اختلافات بين الفقهاء، حيث نجد أن بعض العلماء من الأحناف يرون أن هذا الأمر مكروه، بينما يجيز المالكية ذلك، مما يظهر تنوع الآراء في هذا الشأن.

الآداب الشرعية في اتباع الجنازة

أشار الشيخ محمد كمال، خلال حديثه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج «فتاوى الناس» الذي يُبث عبر قناة الناس، إلى أن من قال بكراهة اتباع المرأة للجنازة قد وضع أسبابًا لذلك، مثل احتمال تصرفات غير لائقة قد تصاحب خروج المرأة، كاعتراضها على قدر الله أو القيام بأفعال مثل لطم الخدود وشق الثياب، وهي أفعال نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حالة خروج المرأة لاتباع جنازة والدها أو أحد أقاربها، فلا حرج في ذلك إذا كانت ملتزمة بالآداب الشرعية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم.

سماحة الإسلام في التعامل مع المواقف

واستشهد الشيخ بكلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اعترض عمر بن الخطاب رضي الله عنه على امرأة كانت في المقابر، حيث قال له: «دعها يا عمر، فإن العهد قريب والمصيبة شديدة»، مما يعكس سماحة الإسلام ورحمته في مثل هذه المواقف. كما أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك أنه يجوز للنساء اتباع الجنائز وتشييعها، خاصة إذا كانت جنازة من عظمت مصيبته عليها، مع مراعاة الآداب الشرعية وتجنب مزاحمة الرجال، وتحقيق أمن الفتنة، مثل الخروج غير متبرجات وعدم النياحة ولطم الخدود.