عادت الزوجة من الغربة لتجد نفسها في مأساة كبيرة بعد أن فقدت زوجها حامد في خناقة لم يكن له فيها أي ذنب فقد كان إنساناً مسالماً يسعى لكسب لقمة عيشه بكرامة وعندما تلقت خبر وفاته لم تستطع تصديق ما حدث كيف يمكن أن تنتهي حياة شخص بهذه الطريقة البشعة في مكان كان يجب أن يكون آمناً للجميع لقد كان حامد نموذجاً للإنسان الطيب الذي يرفض العنف ويؤمن بالسلام ولكن القدر لم يمهله الفرصة ليعيش حياة هادئة بعيدة عن الفوضى والصراعات التي تسيطر على المجتمع اليوم إن هذه الحادثة تثير تساؤلات كثيرة حول الأمن والسلام في الأماكن التي نعيش فيها وكيف يمكن أن نعمل جميعاً على تجنب مثل هذه المآسي في المستقبل.

مأساة حامد: ضحية مشاجرة في شبين القناطر

جاءت جملة «التأشيرة سمّعت على السيستم» كخبر يحمل الأمل لأسرة حامد، سائق الأتوبيس في السعودية، لكن ما لبثت أن تحولت إلى كابوس حين تلقت زوجته الخبر المفجع بوفاته بعد يومين من عودته. حامد، الذي كان يتطلع للعودة إلى عمله، وجد نفسه ضحية مشاجرة لم يكن طرفًا فيها، إذ تعرض لطعنة غادرة من شقيق شاب مشبوه في شبين القناطر، مما أدى إلى إنهاء حياته بشكل مأساوي.

تفاصيل الحادث المؤلم

في تلك الليلة، كان حامد يتابع فرحًا من فوق السطح، وعندما سمع صرخات وهرج، قرر النزول للتحقق من الأمر. لم يكن يتوقع أن يواجه موقفًا يهدد حياته، وعندما حاول تهدئة الأمور، تلقى طعنة في بطنه. تم نقله إلى المستشفى، حيث خضع لعدة عمليات، لكن حالته الصحية تدهورت سريعًا، وانتهى الأمر بوفاته بعد أيام من المعاناة. في تلك الأثناء، كان ابنه أحمد، الذي لا يتجاوز الثلاث سنوات، يعتقد أن والده لا يزال في المستشفى، بينما كانت ابنته ضحى تعيش صدمة الفراق، صامتة أمام فقدان والدها.

صراخ الأطفال وقسوة الواقع

تتحدث الزوجة عن تلك اللحظات الأخيرة بحزن عميق، حيث كانت تنتظر عودة حامد إلى المنزل، محملًا بالهدايا. وعندما تلقت خبر وفاته، لم تستطع تصديق ما حدث، خاصة وأن أطفالها يسألون عن والدهم يوميًا. «بابا فين؟» هو السؤال الذي يلاحقها، وهي لا تجد الإجابة. حامد لم يكن له أي خصومة مع أحد، فقد كان معروفًا بطيبته وكريم أخلاقه، لكن القدر ألقى به في مشاجرة لا تخصه. الآن، يتمنى الجميع أن تتحقق العدالة، وأن يأخذ حقه، بينما تبقى ذكراه محفورة في قلوب أسرته وأحبائه.


زوجة الضحية تتحدث عن الساعات الأخيرة قبل وفاته، وتروي كيف تحوّل اتصال «التأشيرة» إلى خبر مأساوي- تصوير: محمد القماش

أولاد عمومة «حامد» يروون تفاصيل المشاجرة التي انتهت بمقتله بطعنة مطواة أمام أعينهم- تصوير: محمد القماش