في عالم مليء بالتحديات الأسرية قد يعاني بعض الأبناء من مشاعر الوحدة والافتقار إلى الدعم العاطفي رغم وجود الأهل حولهم فالأهل قد يكونون مشغولين بأمور الحياة اليومية مما يجعل الأبناء يشعرون بأنهم غير مرئيين أو غير مفهمومين وهذا ما يكشفه الاستشاري الأسري الذي يسلط الضوء على أهمية التواصل الفعّال والاهتمام الحقيقي بمشاعر الأبناء فالاستماع الجيد والفتح المجال للتعبير عن الذات يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة هؤلاء الأبناء ويعزز من روابط الأسرة ويجعلهم يشعرون بالحب والأمان الذي يحتاجونه في رحلتهم نحو النضج والتطور الشخصي.

مفاتيح النجاح في العلاقات الزوجية

أكدت سماح عبدالفتاح، استشاري العلاقات الأسرية، أن سر نجاح أي علاقة، وخاصة العلاقة الزوجية، يمكن تلخيصه في ست كلمات بسيطة، وهي: «اللين باللين، الود بالود، والبادي أرحم» ، مشيرة إلى أن تطبيق هذه المبادئ قد يكون صعبًا بسبب التراكمات النفسية والنماذج التي نشأنا عليها. يتطلب الأمر وعيًا وجهدًا لتجاوز تلك العوائق، مما يجعل التفاهم والتواصل الفعال بين الأزواج أمرًا حيويًا.

تأثير التربية على العلاقات

أضافت سماح خلال ظهورها في برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» على قناة cbc، أن الناس ينقسمون إلى نوعين، الأول هم من فقدوا شيئًا فلا يعطونه، مما يجعلهم يتعاملون بجفاء، بينما النوع الثاني هم من فقدوا الشيء لكنهم أبدعوا في تقديمه، لأنهم يدركون مرارة الفقدان. على سبيل المثال، الشخص الذي نشأ في بيت يفتقر إلى الحنان قد يصبح أبًا أو أمًا أكثر حنانًا، لأنه يعرف تمامًا ما كان ينقصه في طفولته.

معاناة الأبناء وتأثير السوشيال ميديا

شددت استشاري العلاقات الأسرية على معاناة بعض الأبناء رغم وجود الأهل، حيث يعيش أطفال في كنف والديهم لكنهم يشعرون بالغربة، رغم تربيتهم الجيدة. هؤلاء الأطفال يكبرون ويشعرون بالوحدة، مما يشير إلى ضرورة تعزيز التواصل العاطفي داخل الأسرة. كما حذرت سماح من تأثير السوشيال ميديا في ترسيخ مفاهيم خاطئة لدى الأجيال الجديدة، حيث يتنافس الجيل الصغير في المعاناة، معتقدين أنهم يجب أن يمروا بتجارب صعبة ليحققوا هويتهم. أصبحت مصطلحات مثل «ترَوما» و«فاذرووند» شائعة، ولكن دون فهم حقيقي لمحتواها وتأثيرها.

إن إدراك هذه التحديات والعمل على تحسين العلاقات الأسرية يمكن أن يسهم في خلق بيئة أكثر حبًا وتفاهمًا، مما يعود بالنفع على الأجيال القادمة.