في ظل التطورات السياسية الراهنة يعتبر من العقلانية أن تستجيب حركة حماس لخطة ترامب رغم التحفظات الكثيرة التي قد تثيرها هذه الخطة فالتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية تتطلب استراتيجيات جديدة قد تكون غير تقليدية وتستطيع حماس من خلال هذه الاستجابة أن تعبر عن موقفها وتوضح رؤيتها السياسية مما يساعد في تعزيز موقفها في الساحة الدولية ويمنحها فرصة للتفاوض حول قضايا أساسية تتعلق بالحقوق الفلسطينية ويجب أن يكون هناك وعي كامل بمستقبل العلاقات الفلسطينية الأمريكية وتأثيرها على المنطقة بأسرها.
حماس وخطة ترامب: تحليل لفرص الاستجابة
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إن حركة حماس قد تجد نفسها مضطرة للاستجابة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن غزة، وأوضح أن رفض الخطة قد يمنح إسرائيل ذريعة لمواصلة استراتيجيتها القائمة على التهجير والقتل اليومي للفلسطينيين، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، ويستدعي التفكير في الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين.
المجتمع الدولي وخطة ترامب
خلال مداخلة له في برنامج «الساعة 6» على قناة الحياة، أشار سنجر إلى أن المجتمع الدولي رحب بالخطة، وأن التعامل معها أصبح الخيار الوحيد المطروح حاليًا، ورغم أن بعض المصطلحات الواردة في الخطة قد لا ترضي جميع الفلسطينيين، إلا أنها تظل أفضل مما هو قائم الآن، كما أضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل رفض حماس لتعزيز ممارساته على الأرض، وهو ما يتطلب من الفلسطينيين إعادة تقييم مواقفهم.
المصالح الأمريكية في الصراع
فيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة من وراء الخطة، أكد سنجر أنها تخدم واشنطن بالدرجة الأولى، حيث يسعى ترامب إلى تخفيف الأعباء الداخلية والاستجابة لضغوط الرأي العام الأمريكي، وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن أكثر من 84% من الأمريكيين يرون ما يحدث في فلسطين مأساة يجب وقفها، كما أوضح أن ترامب يريد أن يظهر كصانع سلام في واحدة من أصعب الأزمات الدولية، مع ضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل خلال الفترة الانتقالية، مشددًا على أن المصالح الأمريكية ستظل العامل الأساسي في أي تحرك قادم.
التعليقات