سد النهضة يعد من المشاريع الكبرى التي أثارت الكثير من الجدل في المنطقة حيث أكد عباس شراقي أن السد العالي جاهز لمواجهة أي تداعيات قد تنجم عن تشغيل سد النهضة بينما يبقى السودان المتضرر الأكبر من هذه الأزمة المائية المستمرة والتي تؤثر على الأمن المائي للبلاد بشكل مباشر مما يزيد من المخاوف بشأن حقوق الدول في مياه النيل وأهمية التعاون بين الدول المعنية لضمان التوزيع العادل للمياه والحد من التوترات المحتملة في المستقبل.
أزمة تصريف المياه من سد النهضة وتأثيرها على السودان ومصر
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، عدم وجود أي تنسيق بين السودان وإثيوبيا بشأن تصريف المياه من سد النهضة، مشيرًا إلى أن وزارة الري السودانية تحذر المواطنين يوميًا من تداعيات هذا التصريف. في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» على قناة «صدى البلد»، أوضح شراقي أن السد العالي في مصر جاهز لاستقبال أي كمية من المياه، حيث إنه قادر على استيعابها دون أي مشاكل، حتى في حالة الزيادة الكبيرة في كميات المياه.
آثار تصريف المياه على السودان
وأشار شراقي إلى أن الشعب الإثيوبي لم يستفد حتى الآن من السد، حيث لم يتم تشغيل الكهرباء ولم تتحقق المكاسب الزراعية المرجوة، مما يعني أن إثيوبيا لم تحقق أي منفعة حقيقية من السد حتى اليوم. وأوضح أن المتضرر الأكبر من تصريف المياه هو السودان، حيث إن سد الروصيرص لم يعد قادرًا على الصمود أمام كميات المياه الضخمة المصرفة، مما قد يعرضه لخطر الانهيار. في هذا السياق، أكد شراقي أن جميع التوربينات في سد النهضة لا تعمل، وبالتالي فإن السد لم يولد الكهرباء حتى الآن.
توقعات مستقبلية وتداعيات على المنطقة
كما أشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إلى أن حجم مياه الصرفيات بلغ 700 مليون متر مكعب، لافتًا إلى غياب التنسيق بين السودان وإثيوبيا بشأن تصريف المياه. وأكد أن السودان تشهد فيضانات غير مسبوقة، حيث عادة ما تحدث هذه الفيضانات في أغسطس وليس في سبتمبر. وذكر أن إثيوبيا أجلت افتتاح السد بسبب عدم تركيب باقي التوربينات، مما أدى إلى فتح 4 بوابات لتصريف المياه، ما تسبب في خروج 750 مليون متر مكعب من المياه. في ضوء هذه الظروف، شدد شراقي على أن استمرار تعطل التوربينات قد يجبر إثيوبيا على مراجعة سياساتها بشأن كميات المياه التي يتم تصريفها.
التعليقات