حصدت مئات الآلاف من التفاعلات على السوشيال ميديا حول صور متداولة لفيضانات السودان حيث أثارت هذه الصور جدلاً واسعاً بين المستخدمين الذين تساءلوا عن حقيقتها وتأثيرها على المجتمعات المحلية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب السوداني وقد أظهرت الصور مشاهد مروعة من الفيضانات التي اجتاحت مناطق متعددة مما جعل الكثيرين يتضامنون مع المتضررين ويشاركون قصصهم وتجاربهم في هذه الأوقات العصيبة لذا أصبح من المهم التحقق من صحة هذه الصور وفهم السياق وراءها قبل نشرها أو التعليق عليها فالتفاعل الكبير يعكس مدى اهتمام الناس بمأساة الفيضانات وتأثيرها على حياة الملايين في السودان.
صور مضللة عن فيضانات السودان: توضيح الحقائق
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي إكس في الساعات الأخيرة مجموعة من الصور التي زعموا أنها توثق فيضانات تعرضت لها مناطق مختلفة في السودان، نتيجة لارتفاع منسوب المياه القادمة من النيل الأزرق، بسبب فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي. وقد حققت هذه الادعاءات تفاعلاً واسعاً، حيث رصد فريق تدقيق المعلومات بإقرأ نيوز أكثر من 278 ألف مشاهدة و1220 إعجاباً و298 مشاركة للصور المتداولة.
تدقيق المعلومات يكشف الحقائق
بعد البحث والتحقق، اكتشف فريق تدقيق المعلومات أن الصور المتداولة مضللة، حيث قاموا بإجراء بحث عكسي أثبت أن هذه الصور لا تعود للفيضانات الحالية في السودان. ووجد الفريق أن اثنتين من الصور الثلاث المتداولة تم التقاطهما في أغسطس 2019، وهما من تصوير وكالة الأنباء الفرنسية، حيث وثقتا سيولاً أغرقت قرية واد رملي الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من الخرطوم.
تأثير ارتفاع مناسيب المياه
أما الصورة الثالثة التي تظهر مبانٍ شبه مغمورة بالمياه، فهي لقطة من مقطع فيديو يعود لتقرير تلفزيوني عن الفيضانات في ولاية النيل الأزرق، وقد تم تداول هذا الفيديو منذ عام 2021. يأتي تداول هذه الادعاءات بالتزامن مع ارتفاع مناسيب المياه على جميع ضفاف نهر النيل بالسودان، مما أدى إلى تحذيرات من وزارة الري السودانية، التي دعت المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم، حيث بلغ عدد من المحطات والولايات مستويات الفيضان.
في الختام، يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التحقق من المعلومات قبل مشاركتها، خاصة في الأوقات الحساسة مثل هذه، حيث أن المعلومات المضللة يمكن أن تزيد من القلق والفوضى في المجتمعات.
تابعوا آخر أخبار
التعليقات