في ظل التطورات السياسية المتسارعة يعبر الباحثون عن قلق واشنطن من الالتفاف العربي والإسلامي حول قضايا المنطقة مما دفع الإدارة الأمريكية لوضع خطة ترامب التي تبدو اضطرارية في نظر الكثيرين وذلك في محاولة لضبط الأوضاع وتعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط وتجنب أي تحالفات جديدة قد تهدد النفوذ الأمريكي وقد أظهرت هذه الخطة أهمية فهم الديناميات الإقليمية وتأثيرها على الاستراتيجيات الدولية مما يستدعي من الجميع متابعة الأحداث عن كثب وتحليل النتائج المحتملة لهذه السياسة الجديدة.
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة: تحليل شامل
قال الباحث في الشأن الفلسطيني، سهيل دياب، إن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة تأتي كاستجابة لتحديات مركزية، أهمها إنقاذ إسرائيل، حيث اعتبر أن هذه المبادرة كانت نتيجة قلق الولايات المتحدة من تزايد الالتفاف العربي والإسلامي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وهذا يعكس مدى تعقيد الوضع الإقليمي.
تداعيات الخطة على الوضع الإقليمي
أضاف دياب خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة"، أن جميع محاور الشرق الأوسط بدأت تدرك أن إسرائيل تعتبر مصدراً لزعزعة الاستقرار في المنطقة، مما شكل هاجساً كبيراً لدى الإدارة الأميركية، وخاصة ترامب، في ظل ما شهدته إسرائيل من عزلة متزايدة. وأشار إلى أن ما وصفه بـ "تسونامي دولي متعلق بحل الدولتين" بدأ من أوروبا الغربية وامتد إلى الولايات المتحدة، حيث أبدى أكثر من 50% من مؤيدي الحزب الجمهوري تأييدهم لإنشاء دولة فلسطينية، معتبرين أن إسرائيل أصبحت عبئاً على دافعي الضرائب الأميركيين.
ملامح الخطة وتحدياتها
وأكد دياب أن الوضع الحالي ليس مجرد اتفاق سلام، بل هو أقرب إلى هدنة، ولكنه أقل من اتفاق سلام بكثير، واصفاً الوضعية بأنها "هلامية". وأوضح أن أحد الأفخاخ الكبرى في الخطة هو أنها قد تؤدي إلى سيناريوهين متناقضين؛ إما أن تكون نقطة انطلاق نحو تسوية سياسية تاريخية تشمل حل الدولتين، أو مجرد محاولة أميركية–إسرائيلية لتجاوز الأزمات الحالية وقطع الطريق على أي إمكانية للوصول لحل الدولتين في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل، أعلن ترامب في 29 سبتمبر 2025، عن خطة من 20 بنداً لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتطلب موافقة الأطراف المعنية، وتضمنت ترؤسه لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الخطة في تحقيق السلام المنشود.
التعليقات