في ظل الأوضاع المتغيرة في الشرق الأوسط يظهر دور الخبراء العسكريين الذين يحللون التحركات السياسية والعسكرية بعمق ويشيرون إلى أن الطرح الأمريكي الأخير قد يكون خطوة استراتيجية تهدف إلى إنقاذ حكومة نتنياهو من العزلة الدولية التي تواجهها وقد يكون الهدف من ذلك هو تحويل الأنظار نحو حركة حماس كجزء من استراتيجية أوسع تتعلق بالاستقرار الإقليمي وتعزيز العلاقات بين الدول المعنية حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق توازن في المنطقة ومنع تفاقم الأزمات التي قد تؤثر على مصالحها وأمن حلفائها مما يجعل هذا الطرح محورا مهما في النقاشات السياسية الحالية.
تحليل الوضع العسكري في غزة وخطة ترامب
أكد العميد أكرم سريوي، خبير الشؤون العسكرية، أن التفاؤل السائد بشأن إمكانية التوصل إلى وقف القتال وفق خطة ترامب لا يعكس الواقع، حيث تدرك إسرائيل صعوبة تحقيق ذلك، إذ أن القيادة السياسية والعسكرية لديها تخطط لاستمرار القتال، وأشار إلى أن الخطة الأمريكية هي في جوهرها خطة إذعان تبدأ من غزة وتنتهي في طهران، وتحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة، مثل إعادة الأسرى خلال 72 ساعة وتجريد حركة حماس من سلاحها وطرد قياداتها، موضحًا أن ما لم تتمكن إسرائيل من تحقيقه عبر الحرب خلال العامين الماضيين قد تسعى لتحقيقه من خلال هذه الاتفاقية.
ردود فعل حماس والتحديات المطروحة
وأضاف سريوي، خلال تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تدركان أن حماس لا يمكنها الموافقة على المبادرة بصيغتها الحالية، إذ قد توافق عليها من حيث المبدأ لكنها ستطلب تعديلات وتوضيحات، خاصة أن الخطة تفتقر إلى التفاصيل حول آليات الانسحاب أو الجدول الزمني أو الحدود، مما يجعلها غامضة، وأشار إلى أن الطرح الأمريكي جاء لإنقاذ حكومة نتنياهو من العزلة الدولية التي واجهتها أمام مقاعد فارغة في الأمم المتحدة، وتحويل تلك العزلة إلى حماس بدلاً من إسرائيل.
الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في غزة
وأوضح سريوي أن إسرائيل تدرك الواقع الميداني جيدًا، حيث إن عملياتها العسكرية تجنبت بشكل كبير الالتحام مع قوات حماس أو التوغل داخل الأحياء السكنية في غزة، وتعتمد على استراتيجية القتال عن بعد وتطبيق سياسة الأرض المحروقة من خلال تدمير المنازل قبل التقدم، وذلك في إطار عملية تدخل تدريجي من عدة جهات للمنطقة السكنية المتبقية في غزة القديمة، مما يعكس محاولاتها لدفع السكان نحو الهجرة إلى المواصي.
التعليقات