في مثل هذا اليوم من عام 1898 شهدت روسيا حدثًا تاريخيًا مهمًا حيث قام القيصر نيقولا الثاني بإصدار قرار بطرد اليهود من أكبر المدن الروسية مما أدى إلى تأثيرات عميقة على المجتمع اليهودي في البلاد وفتح بابًا للنقاش حول حقوق الأقليات في الإمبراطورية الروسية وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من سياسة التمييز التي واجهها اليهود في تلك الفترة والتي كانت تعكس التوترات الاجتماعية والسياسية السائدة آنذاك وأثرت على حياة الكثيرين بشكل دراماتيكي حيث انتشرت مشاعر القلق والخوف بين العائلات اليهودية التي كانت تعيش في المدن الكبرى مما ترك أثرًا عميقًا على التاريخ الروسي وأصبح هذا اليوم علامة فارقة في مسيرة حقوق الإنسان في العالم.
اقتحام قصر القيصر: ذكرى مأساوية
قبل 107 سنوات، في فجر يوم 18 يوليو من عام 1918، شهد قصر القيصر الروسي نيقولا الثاني حدثًا مأساويًا، حيث اقتحم ياركوف يورفسكي، قائد فرقة من الجنود الهنغاريين، القصر وأمر أفراد العائلة المالكة بالاستيقاظ وارتداء ثيابهم، ثم اقتادوهم إلى أحد الأقبية الخالية من الأثاث، حيث طلبت الإمبراطورة مقعدين لها ولابنها. لم يمضِ وقت طويل حتى تم اصطفاف القيصر وعائلته، وأُخبر القيصر بأن الثوار السوفييت أصدروا حكمًا بالإعدام عليه، مما أثار عجب القيصر الذي صرخ: "ماذا؟ ماذا؟"
المأساة والقتل
في لحظة مأساوية، بدأ الجنود بإطلاق النار على القيصر وعائلته، حيث سقط القيصر وابنته أولًا، بينما ظل بقية الأبناء متجمدين من الرعب والخوف. قام الجنود بطعنهم ببنادقهم، وبعد أن ظنوا أن بعضهم قد فارق الحياة، أطلقوا النار على رؤوسهم من مسافة قريبة. ثم قاموا بشق صدر القيصر وزوجته وحملوا الجثث إلى الخارج، حيث تم تمثيل بجثتيهما. في 16 يوليو 2008، بعد تسعين عامًا من هذه المذبحة، تم العثور على رفات ابن القيصر وابنته، وقد أكدت الفحوصات الوراثية أنها تعود إليهما.
إحياء الذكرى
في عام 2003، تم بناء كنيسة في إيكاتيرينبورغ، في الموقع الذي شهد إعدام القيصر وعائلته، حيث قال فيكنتي، أسقف المدينة، "حان الوقت لإعادة إحياء ما تم تدميره". في عام 1998، اعترفت الحكومة الروسية رسميًا برفات عائلة رومانوف، والتي تم استخراجها من مقبرة جماعية في إيكاتيرينبورغ. ومن المهم الإشارة إلى أن القيصر نيقولا الثاني قام بطرد اليهود من كبرى المدن الروسية في 1 أكتوبر 1898، مما يضيف بعدًا آخر إلى تاريخ هذه العائلة المثيرة للجدل.
باختصار، تمثل هذه الأحداث جزءًا مؤلمًا من التاريخ الروسي، حيث تتداخل السياسة والدين والإنسانية في قصة واحدة، تستحق التأمل والدراسة.
التعليقات