بفوزه بجائزة الأغا خان الدولية تعد «إعادة إحياء إسنا التاريخية» خطوة مهمة تعكس اهتمام مصر بالتراث الثقافي والحضاري بعد غياب طويل استمر لأكثر من 20 عامًا حيث تسلط هذه الجائزة الضوء على المشاريع التي تعزز من قيمة التاريخ وتساهم في تطوير المجتمعات المحلية من خلال الحفاظ على الهوية المعمارية وتعزيز السياحة الثقافية مما يساعد في تحسين الاقتصاد المحلي ويعزز من مكانة مصر في الساحة العالمية كوجهة سياحية تاريخية مميزة.
تكريم مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية
كرّم المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، فريق العمل بمشروع إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية، وذلك بعد فوز المشروع بجائزة "الآغا خان للعمارة"، التي تُعتبر واحدة من أرفع الجوائز العالمية في مجال الحفاظ العمراني والتنمية المستدامة، مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة في الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري المصري.
جائزة الأغا خان للعمارة
في حفل كبير أقيم في العاصمة القيرغيزية "بيشكيك"، تسلمت مصر جائزة الأغا خان الدولية للعمارة لعام 2025 عن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية"، بعد غياب دام أكثر من 20 عامًا عن المنصة العالمية للعمارة المستدامة، وقد مثلت مصر في هذا الحفل وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، والمهندس عبد المطلب عمارة، إلى جانب وفد رفيع المستوى من مؤسسة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة" المصممة والمنفذة للمشروع، حيث تم اختيار مشروع إسنا من بين سبعة مشاريع فقط من بين مئات الترشيحات العالمية، مما يعكس تميز المشروع في تحقيق التوازن بين التميز المعماري والاحتياجات الاجتماعية والثقافية.
نموذج شامل للحفاظ على التراث
مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية" لم يقتصر على الترميم المعماري فحسب، بل قدم نموذجًا شاملًا يجمع بين الحفاظ على التراث العمراني وإحياء الأنشطة الاقتصادية والثقافية، حيث شمل المشروع ترميم وكالة الجداوي، وتطوير سوق القيسارية التقليدي، وتحسين موقع معبد خنوم، وتجديد واجهات 15 مبنى تراثيًا، بالإضافة إلى إحياء البازارات التاريخية، وقد وثق المشروع أكثر من 20 مبنى تراثيًا و25 وصفة طعام محلية، وأطلق مبادرات اقتصادية صغيرة تقودها سيدات إسنا مثل "مطبخ أوكرا" و"ورشة الأعمال الخشبية"، مما وفر مئات فرص العمل للشباب، وأكد المهندس كريم إبراهيم، مدير المشروع، أن هذه الجهود ساهمت في إعادة إسنا إلى الخريطة السياحية العالمية، مما يعكس أهمية التعاون بين الجهات المختلفة في تحقيق التنمية المستدامة.
دور المجتمع المحلي في النجاح
أشادت لجنة التحكيم العليا للجائزة بالمشروع، معتبرة إياه نموذجًا يتجاوز الحدود التقليدية للحفاظ العمراني، حيث جمع بين صون التراث المادي وغير المادي، مثل الحرف اليدوية والممارسات الثقافية، مما أطلق عملية تجديد مستدام في نسيج عمراني كان مهددًا بالاندثار، وأكدت اللجنة أن المجتمع المحلي كان "لاعبًا أساسيًا" في إنجاح المشروع، مما يعكس أهمية المشاركة المجتمعية في تعزيز الهوية الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة.
بهذا الشكل، يعكس مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية" التزام مصر بالحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري، ويُعيدها إلى الساحة العالمية كوجهة سياحية متكاملة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل جديدة.
التعليقات