الأطفال يموتون جوعا في العديد من المناطق حول العالم وخاصة في الفاشر حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي بسبب الحصار المفروض والذي يمنع وصول المساعدات الغذائية الأساسية إلى الأسر المحتاجة وهذا الأمر يتطلب من المجتمع الدولي التحرك السريع لتخفيف المعاناة عن هؤلاء الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء والرعاية الصحية فالأمم المتحدة تجدد الدعوة لرفع الحصار عن الفاشر لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتوفير حياة كريمة للأطفال الذين يعانون من الجوع والفقر الشديد مما يستدعي تضافر الجهود العالمية لإنقاذ أرواحهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

الوضع الإنساني في الفاشر: أزمة متزايدة

عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم التعبير عن قلق عميق تجاه تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة بالسودان، ومخيم أبوشوك المجاور، حيث أفادت مصادر محلية بوفاة عشرات الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى العديد من كبار السن، بسبب الجوع والمرض خلال الأربعين يوما الماضية، مما يعكس أزمة إنسانية متفاقمة تتطلب تدخلاً عاجلاً.

دعوات لرفع الحصار وحماية المدنيين

في ظل هذه الظروف الصعبة، دعا مكتب «أوتشا» إلى ضرورة رفع الحصار عن الفاشر، ووضع حد للهجمات العشوائية التي تتعرض لها المدينة، حيث أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنيس براون، على أهمية إصدار أوامر واضحة لمنع العنف الجنسي والهجمات ذات الدوافع القبلية، مشيرة إلى تقارير عن عمليات قتل غير قانونية، واختطاف، واحتجاز تعسفي، بالإضافة إلى هجمات عشوائية تستهدف الأسواق والمستشفيات ودور العبادة.

أهمية حماية عمال الإغاثة وتوفير المساعدات الأساسية

تؤكد «براون» على ضرورة حماية المدنيين وضمان ممر آمن للراغبين في مغادرة المدينة، كما يتطلب الوضع الحالي أن تظل مسارات الخروج مفتوحة وآمنة، ويحتاج المدنيون الذين يبقون في المدينة إلى الحماية، بالإضافة إلى الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى، كما شددت على أهمية حماية عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم يومياً لتقديم المساعدة، في وقت حذر فيه مكتب «أوتشا» من أن الوضع الإنساني في الفاشر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع تفاقم الحصار المفروض على المدينة.