في أول أيام الإغلاق الحكومي بأمريكا شهدت الأسواق المالية حالة من التوتر والقلق مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن وسط عدم اليقين الاقتصادي وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملحوظ حيث سجل المعدن النفيس أعلى مستوى تاريخي له مما يعكس زيادة الطلب عليه كاستثمار آمن في أوقات الأزمات المالية وبهذا الشكل أصبح الذهب الخيار المفضل للكثير من المستثمرين الذين يسعون لحماية أموالهم من تقلبات السوق المتزايدة بينما يستمر الإغلاق في التأثير على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام ويجعل الجميع يتساءل عن مستقبل الأسعار في الفترة المقبلة.

ارتفاع سعر الذهب العالمي بسبب الإغلاق الحكومي

شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.9%، اليوم الأربعاء، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 3,895.33 دولارًا أمريكيًا، وذلك بحلول الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش، ويُعزى هذا الارتفاع إلى إغلاق الحكومة الأمريكية نتيجة الفشل في التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين في الكونجرس لتمويل الحكومة، وفقًا لموقع «TRTWORLD»

تأثير الإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي

على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، تراوح سعر المعدن الأصفر بين 2,536.91 دولارًا أمريكيًا و3,819.8 دولارًا أمريكيًا، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 45.9% خلال هذه الفترة، ورغم أن إغلاق الحكومة لا يعني بالضرورة أزمة اقتصادية شاملة، إلا أنه يتسبب في اضطرابات كبيرة في العديد من جوانب الحياة اليومية للأمريكيين، حيث سيتم تسريح العديد من الموظفين الفيدراليين مؤقتًا، أو إجبارهم على العمل بدون أجر، بينما سيُمنح آخرون إجازة إلزامية حتى يتم إقرار الميزانية الجديدة، كما أفادت «سي بي إس نيوز».

تداعيات الإغلاق على البيانات الاقتصادية

الإغلاق الحكومي يعني أيضًا عدم إصدار بعض البيانات الاقتصادية الرئيسية في الأيام المقبلة، حيث نصّت خطة الطوارئ لمكتب إحصاءات العمل على عدم نشر البيانات الاقتصادية خلال فترة الإغلاق الحكومي، مما ينذر بتأخير بيانات الرواتب غير الزراعية وطلبات إعانة البطالة الأولية وأرقام التضخم، وفي الوقت نفسه، وبغض النظر عن المخاوف المتعلقة بإغلاق الحكومة، استمرت أسعار الذهب في الارتفاع، مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية، والقلق بشأن الاقتصاد العالمي، وارتفاع طلب البنوك المركزية على الذهب، بالإضافة إلى دورة خفض أسعار الفائدة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي، وبناءً على إصرار ترامب، خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، مما دفع الأسواق إلى توقع تخفيضات جديدة في أسعار الفائدة خلال اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي القادمة في أكتوبر وديسمبر.