في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم أصبحت المشكلة الخطيرة بحالة الجفاف الممتد تثير قلق العديد من الدول ومن بينها السودان الذي يعاني من فيضانات متكررة تؤثر على حياة المواطنين وزراعة المحاصيل حيث أكد وزير الخارجية أن الوضع يتطلب استجابة سريعة للتعامل مع هذه التحديات البيئية التي تهدد الأمن الغذائي وتزيد من معاناة السكان المحليين لذا يجب تكثيف الجهود الدولية والمحلية لحل هذه الأزمات والتخفيف من آثارها السلبية على المجتمع السوداني الذي يحتاج إلى دعم فعّال لمواجهة هذه الظروف القاسية وتحقيق الاستدامة في الموارد المائية والزراعية.

تأثير سد النهضة على الفيضانات في السودان

أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن غياب التنسيق بشأن سد النهضة كان له دور كبير في الفيضانات المروعة التي تعرضت لها السودان مؤخرًا، مشيرًا إلى أن إثيوبيا قد انتهكت القانون الدولي بشكل صارخ، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، حيث أن الفيضانات لم تقتصر فقط على الأضرار المادية، بل طالت أيضًا الأرواح البشرية.

المفاوضات مع إثيوبيا: الطريق المسدود

أضاف «عبدالعاطي» في تصريحاته لقناتي «العربية» و«الحدث» أن المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود، محذرًا من أن الجفاف الممتد الذي قد يستمر لخمس سنوات، والذي يحدث كل خمسين عامًا، سيكون له تأثيرات كارثية على مصر والسودان، حيث أن نهر النيل ليس مجرد مجرى مائي محلي، بل هو نهر دولي يخضع للقوانين الدولية، مما يستوجب تعاونًا فعّالًا بين الدول المعنية.

الوضع الحالي في السودان

تشهد عدة ولايات سودانية أوضاعًا صعبة بعد موجة جديدة من الفيضانات، التي اجتاحت البلاد بسبب عمليات تفريغ مياه سد النهضة، حيث أغرقت هذه الفيضانات مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، وقد تجاوز منسوب المياه في الخرطوم حاجز الـ 17 مترًا، وهو ما يفوق حدّ الخطر المعتاد البالغ 16.5 متر.

أصدرت وزارة الزراعة والري السودانية بيانًا أكدت فيه أن معدلات الأمطار هذا العام جاءت غير معتادة، حيث تأخر موسم الخريف حتى أواخر أكتوبر، مما أدى إلى تدفقات مائية أعلى من المتوسط، خصوصًا على الهضبة الإثيوبية، التي تعتبر المصدر الأساسي لمياه النيل الأزرق ونهر عطبرة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على منسوب النيل.

كما أشارت الوزارة إلى أن بحيرة سد النهضة اكتمل ملؤها مؤخرًا، وبدأت عمليات تصريف المياه في العاشر من سبتمبر الماضي، حيث بلغ أقصى معدل تصريف يومي 750 مليون متر مكعب، وهو أقل من ذروة التصريفات المعتادة، لكن تزامن هذا مع فيضان النيل ساهم في ارتفاع المناسيب بشكل ملحوظ.