جهاد حرب يؤكد أن الخطة الأمريكية الحالية تهدف بشكل واضح إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض حلول لا تعكس تطلعات الشعب الفلسطيني بل تسعى لوقف الحرب دون تحقيق العدالة والحقوق المشروعة للشعب الذي يعاني من الاحتلال والظلم المستمر فبدلاً من البحث عن تسوية عادلة تضمن السلام الدائم يبدو أن هناك محاولات لتقويض الجهود الفلسطينية وتعزيز الانقسام مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويفتح المجال لمزيد من التوترات في المنطقة ويستدعي ذلك تضافر الجهود الدولية والعربية لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة.
التحولات السياسية لحركة حماس: قراءة جديدة
قال جهاد حرب، مدير مركز «ثبات» للبحوث، إن هناك مفاهيم مغلوطة تتداول بشأن حركة حماس، مشيرًا إلى التحولات التي شهدتها الحركة خلال السنوات الماضية، ويعتبر اتفاق بكين عام 2017 نقطة تحول جوهرية في توجهات حماس نحو القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، ويعد هذا التحول تغييرًا جذريًا في أهداف حماس السياسية، مما يستوجب إعادة قراءة مواقف الفصائل الفلسطينية في ضوء هذا التطور.
الاحتلال الإسرائيلي والتحديات الفلسطينية
وأضاف حرب خلال مداخلة في برنامج «ملف اليوم» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الطرف الذي يسعى إلى تصفية الشعب الفلسطيني هو الاحتلال الإسرائيلي، مستشهدًا بتصريحات ومواقف داخلية من تيارات يمينية متطرفة وبقرارات صادرة عن الكنيست، حيث أُعلن في يوليو الماضي عن رفض 68 عضوًا لإقامة دولة فلسطينية، وفي فبراير، أعلنت كتلة أكبر رفضها لأي فرض خارجي لحل الدولتين، مما يعكس توجهًا إسرائيليًا رافضًا لأي تسوية تقوم على دولة للفلسطينيين.
الخطة الأمريكية: بين الإيجابيات والسلبيات
أوضح حرب أن الخطة الأمريكية المطروحة تنطوي على جانب إيجابي محدود يتمثل في وقف الحرب وإدخال المساعدات ووقف التهجير، وهو مطلب أساسي للفلسطينيين لإنقاذ المدنيين، لكنه حذر من الجانب الثاني الذي وصفه بالأعم والأخطر، حيث تحتوي الخطة على عناصر وصاية أمريكية عبر ما يسمى «مجلس السلام» ومشروعات إعادة إعمار وبناء مدن ذكية، قد تُستخدم لاستثمار ثروات البلاد وإبقاء الفلسطينيين تحت نفوذ خارجي، مما يجعل الخطة آلية لتمييع الحقوق الوطنية وتجريد الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير.
ضرورة اليقظة في مواجهة التحديات
وأكد حرب أن المواجهة الحقيقية ليست فقط ميدانيًا، بل سياسية وقانونية ودولية، داعيًا إلى يقظة بالغة في قراءة البنود وحفظ الثوابت الوطنية، حتى لا تتحول مبادرات وقف النار إلى أدوات لطمس الحقوق الفلسطينية، مما يتطلب من الجميع تكاتف الجهود للحفاظ على الهوية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني.
التعليقات