يعتبر الخبير السياسي أن وثيقة ترامب تمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى إنقاذ إسرائيل من نفسها ومن العزلة الدولية التي تواجهها في الساحة العالمية حيث تعكس هذه الوثيقة محاولات لتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها إسرائيل في ظل التوترات المستمرة في المنطقة ويشير إلى أن هذه التحركات قد تسهم في تحسين العلاقات مع بعض الدول العربية مما قد يفتح آفاق جديدة للتعاون والسلام في المستقبل لكن يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الوثيقة على الوضع الداخلي الإسرائيلي وعلى موقف الفلسطينيين من هذه المبادرات الدبلوماسية.

تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة: تدخل أمريكي ضروري

أكد الدكتور جمال عبدالجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الحرب الإسرائيلية على غزة وصلت إلى ذروتها، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الولايات المتحدة لوضع حد لهذه الأزمة، ويأتي هذا التدخل في إطار محاولة إنقاذ إسرائيل من العزلة الدولية التي تعاني منها منذ أسابيع، حيث إن الوضع الحالي يهدد مصالحها الأمنية والاقتصادية.

تأثير الجهود العربية والدولية

أوضح عبدالجواد، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج المشهد المذاع عبر فضائية TeN، أن الجهود العربية والدولية الداعمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية ساهمت بشكل كبير في تضييق الخناق على إسرائيل، وهذا الضغط الدولي كان له تأثير مباشر على الموقف الأمريكي، حيث أشار الرئيس الأمريكي إلى أن آثار هذه الحرب طالت الولايات المتحدة نفسها، مما يستدعي ضرورة إيقافها في أسرع وقت، وذلك لما تسببه من ضرر في السمعة والمصالح الاقتصادية.

مشروع أمريكي لوقف النزيف

وأشار الخبير السياسي إلى أن الوثيقة الأمريكية تتضمن عدة نقاط مهمة، منها وقف عمليات القتل، وعدم التطرق إلى أي مخططات للتهجير، سواء القسري أو الطوعي، وهو ما يمثل مكسباً مهماً لصالح أهالي غزة، كما لفت إلى أهمية الحديث عن التكامل الإقليمي وما يتضمنه من انسحاب إسرائيلي، رغم ما يشوبه من غموض، إلا أنه يمثل خطوة نحو إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وأضاف أن المشروع الأمريكي يشمل أيضاً ترتيبات في الضفة الغربية للحد من الأضرار ووقف الخسائر على الجانبين، وهي نقطة توازن تسعى الخطة لتحقيقها.

خاتمة

في ظل هذه الأحداث المتسارعة، يبقى الأمل معقوداً على جهود المجتمع الدولي والعربي لإنهاء النزاع وضمان حقوق الفلسطينيين، مما قد يسهم في تحقيق سلام دائم في المنطقة، ويعكس أهمية التنسيق بين الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة.