في مثل هذا اليوم الثاني من أكتوبر عام 1958 تولى أحمد سيكوتوري رئاسة غينيا ليصبح أحد أبرز القادة الأفارقة الذين ساهموا في تعزيز استقلال بلاده وبناء هويتها الوطنية كان سيكوتوري رمزًا للنضال ضد الاستعمار ونجح في تحقيق تطلعات الشعب الغيني نحو الحرية والكرامة لقد عمل على تطوير التعليم والصحة والبنية التحتية مما ساهم في تشكيل مستقبل غينيا الحديث ويظل إرثه حاضرًا في ذاكرة الشعب الغيني حتى اليوم.
أحمد سيكوتورى: رمز التحرر الأفريقى
أحمد سيكوتورى، الثائر الأفريقى البارز، وُلد في قرية فرانا في التاسع من يناير عام 1922 لعائلة مسلمة، بدأ تعليمه في المدرسة القرآنية ثم انتقل إلى المدرسة الفرنسية في كوناكرى، العاصمة الغينية، لكن نشاطه السياسى أدى إلى فصله منها بعد قيادته إضرابًا نظمته مجموعة من الطلاب ضد إدارة المدرسة، مما اضطره لمتابعة دراسته الثانوية والعليا عن بعد، وهو ما يعكس إصراره على تحقيق طموحاته رغم الصعوبات.
في عام 1945، بدأ سيكوتورى مسيرته النقابية، حيث تولى رئاسة العمل النقابى، ثم أصبح سكرتيرًا عامًا لاتحاد نقابات عمال غينيا، وقد ساهم بشكل فعال في تأسيس حزب التجمع الأفريقى الديمقراطى، وفي عام 1947 أسس الحزب الديمقراطى الغينى بهدف تحقيق الاستقلال الوطنى، ومن خلال نضاله، تمكن في عام 1953 من إجبار الاستعمار الفرنسى على تطبيق قانون العمل في غينيا بعد إضراب استمر 73 يومًا، وفى عام 1956، انتُخب نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية، ثم تولى رئاسة غينيا في 2 أكتوبر 1958، حيث قاد الشعب الغينى بكل نزاهة وإخلاص، واحتفظ بدعم الجماهير خلال جميع مراحل التحديات.
كان سيكوتورى أحد أبرز الوجوه التحررية في إفريقيا، حيث ارتبط بعلاقات وثيقة مع زعماء عرب مثل جمال عبدالناصر، الذي سُميت باسمه أكبر جامعة في غينيا، كما حصل على العديد من الجوائز تقديرًا لدوره، منها جائزة لينين للسلام وقلادة النيل من الرئيس عبدالناصر، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من جامعة الأزهر الشريف، وقد توفى سيكوتورى في مارس 1984 إثر نوبة قلبية، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا في مجال التحرر الأفريقى.
أحمد سيكوتورى رئيسًا لغينيا
التعليقات