دخل الذكاء الاصطناعي عالم التمثيل بشكل غير مسبوق حيث ظهرت أول ممثلة تعتمد على تقنيات AI مما أثار مخاوف كبيرة في هوليوود حول مستقبل صناعة السينما وتأثير هذه التكنولوجيا على الفنانين التقليديين وقد يتسبب ذلك في تغيير مفهوم التمثيل كما نعرفه اليوم حيث تتزايد التساؤلات حول حقوق الملكية والتعويضات والفرص المتاحة للممثلين البشريين في ظل هذه الثورة التكنولوجية الجديدة مما يجعلنا نتأمل في كيفية توازن الإبداع البشري مع الابتكارات الرقمية التي قد تفتح آفاقًا جديدة أو تهدد مسارات عمل عديدة في المستقبل القريب.
ظهور «تيلي نوروود» يثير جدلًا في صناعة السينما
أحدثت أولى ظهورات «تيلي نوروود»، الممثلة المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، ضجة كبيرة في أوساط صناعة الأفلام بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثار هذا الابتكار مخاوف من إمكانية استبدال الممثلين الحقيقيين بشخصيات اصطناعية، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مستقبل الفن والإبداع في ظل هذه التقنية المتطورة.
ردود فعل النقابات الفنية
تزامن هذا الحدث مع مؤتمر لصناعة السينما في زيورخ، حيث كانت «تيلي نوروود» محور النقاشات، وقد تفاعلت نقابة ممثلي الشاشة (SAG-AFTRA) بشكل سريع مع هذه القضية، معبرة عن قلقها من تأثير الذكاء الاصطناعي على المهنة، حيث اعتبرت النقابة أن الإبداع يجب أن يظل مركّزًا على الإنسان، وأن استبدال الممثلين بشخصيات مُولّدة آليًا يعد تهديدًا حقيقيًا للمجال الفني، مما يعكس مدى القلق الذي يشعر به الفنانون تجاه مستقبلهم.
مشروع «تيلي نوروود» وتأثيره على الصناعة
كان الإطلاق الرسمي لـ«تيلي نوروود» من خلال فيديو ساخر، حيث ظهرت لمدة 20 ثانية في برنامج تلفزيوني مُولّد بالذكاء الاصطناعي، ومع أن الفيديو يحتوي على 16 شخصية مختلفة، إلا أن «تيلي» كانت الأبرز، مما جعلها تتصدر المشهد. كما أنها ليست مجرد شخصية افتراضية، بل أصبحت تمتلك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبرت عن مشاعرها قائلة: «قد أكون مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكنني أشعر بمشاعر حقيقية للغاية الآن».
تجدر الإشارة إلى أن إيلين فان دير فيلدن، الممثلة ومنتجة الأفلام الهولندية، التي أسست استوديو «Particle6» الذي ابتكر الشخصية، أكدت أن المشروع بدأ يحقق نجاحًا ملحوظًا، حيث بدأ وكلاء المواهب في إبداء اهتمامهم بالتعاون، لكن هذا الاهتمام قوبل بمعارضة شديدة من النقابة، التي أكدت على ضرورة الحفاظ على حقوق الممثلين وعدم استغلال أعمالهم دون إذن أو تعويض.
الخاتمة
يمثل ظهور «تيلي نوروود» نقطة تحول في صناعة السينما، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الإبداع الفني في ظل التقدم التكنولوجي السريع، مما يستدعي من الجميع التفكير في كيفية التوازن بين الابتكار وحماية حقوق الفنانين، لضمان استمرار فن السينما كجزء أساسي من الثقافة الإنسانية.
التعليقات