في ظل الأوضاع المتوترة في غزة يظهر خبير دولي يشير إلى أن خطة ترامب لإدارة غزة ليست مجرد مسعى لوقف إطلاق النار بل تتجاوز ذلك إلى إعادة هندسة القطاع بما يخدم مصالح إسرائيل بشكل واضح وتستند هذه الخطة إلى استراتيجيات تهدف إلى تغيير الواقع على الأرض بما يحقق أهداف الاحتلال ويعزز من سيطرته على المنطقة مما يثير تساؤلات حول نوايا الإدارة الأمريكية ويفتح المجال للنقاش حول مستقبل غزة وكيفية تحقيق السلام الدائم في المنطقة في ظل هذه التحديات المعقدة والمستمرة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
خطة ترامب لإعادة هندسة غزة: تحليل شامل
قال هشام البقلي، مدير مركز القادة للدراسات وخبير الشؤون الدولية، إن الخطة الأخيرة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن قطاع غزة ليست مجرد مبادرة لوقف إطلاق النار، بل تمثل مشروعًا متكاملاً لإعادة هندسة القطاع سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، حيث تتضمن بنود الخطة نزع سلاح حركة حماس وإقصائها من الحكم، بالإضافة إلى إنشاء إدارة تكنوقراطية بإشراف خارجي، ونشر قوة استقرار دولية بالتعاون مع جهاز شرطي فلسطيني، وبدء برنامج إعمار واسع بتمويل دولي، في مقابل مسار مشروط نحو إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.
المخاوف من تداعيات الخطة على الأمن القومي العربي
أوضح البقلي أن هذه الخطة، رغم شعاراتها حول الاستقرار، تفتقد عنصرًا جوهريًا يتمثل في تحديد الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي من القطاع، مما يثير تساؤلات حول النوايا الأمريكية والإسرائيلية تجاه غزة، وحذر من أن السيناريوهات المطروحة قد تحمل تداعيات مباشرة على الأمن القومي العربي، حيث إن أي نزوح أو تهجير جماعي من غزة سيشكل ضغطًا كبيرًا على مصر والأردن من الناحية الديموغرافية والخدمية والأمنية، كما أن أي فراغ أمني محتمل قد يفتح الباب أمام ظهور جيوب مقاومة أو تنظيمات متطرفة، مما يمثل تهديدًا مباشرًا لسيناء والحدود المصرية.
ضرورة موقف عربي موحد
وأضاف البقلي أن هذه الخطة تُضعف مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية قومية، وتحوّلها إلى ملف إداري واقتصادي يخضع للوصاية الدولية، مما يمنح إسرائيل مكاسب استراتيجية واضحة، بما في ذلك تعزيز أمن حدودها وتقليص خطر المقاومة وزيادة اندماجها الإقليمي، وفي المقابل، ستجد الدول العربية نفسها مطالبة بتمويل الإعمار والمشاركة السياسية في ضمانات التنفيذ، وسط انقسام داخلي بين مؤيد ومعارض، ما قد يفتح الباب لمزيد من التدخلات الدولية ويهدد تماسك الأمن القومي العربي ككل، واختتم البقلي بأن المخرج الوحيد يتمثل في موقف عربي موحد يربط أي عملية إعمار أو تسوية بضمانات سياسية حقيقية، تؤكد إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في المنطقة.
التعليقات